جرائم هدام ضدعلماء النجف الاشرف

بسم الله الرحمن الرحيم (ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذابٍ أليم * اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين).. صدق الله العلي العظيم، يقول الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) صدق الرسول الكريم.



في العام 1998 وبداية العام 1999 ارتكب نظام البعث الصدامي سلسلة من الجرائم والاعتداءات استهدفت المراجع العظام في الحوزة العلمية للنجف الاشرف واستهدف جرّاء تلك الجرائم الارهابية الدموية المرجع آية الله العظمى الشيخ مرتضى محمد علي ابراهيم البروجردي البالغ من العمر آنذاك 70 عاماً وارتكبت الجريمة في 1998/4/21 ونفذها عملاء النظام الصدامي وفي يوم الخميس الاسود 1998/6/18 وبينما كان المرجع الشيخ آية الله الميرزا اسد الله علي الغروي عائداً من كربلاء المقدسة بعد ان ادّى الزيارة لمرقد الامام الحسين عليه السلام سيد الشهداء وفي الطريق الى النجف الاشرف اعترضت سيارة الشيخ الغروي مجموعة من السيارات تعود للاستخبارات الصدامية وامطرت سيارة الشيخ الغروي بنيران كثيفة استشهد خلالها المرجع العظيم واستشهد معه كلاً من زوج ابنته الشيخ محمد علي محمد علي الفقيه وهو لبناني الجنسية وسائق سيارته (فرج وافي علوان كاظم الميالي) وخادم الشيخ الغروي (ابراهيم طاهر عبد السادة البرمكي). وفي بداية العام 1999 استكمل نظام الدم والارهاب جرائمه التي اهتزت لها الارض والسماء باغتيال المرجع الكبير آية الله العظمى السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر مع ولديه الشهيدين مؤمل ومصطفى وذلك ليلة الجمعة 1999/2/19 وبنفس الطريقة التي اغتيل بها الشيخ اسد الله علي الغروي وفي تلك الفترة تعرض المرجع آية الله العظمى السيد علي السيستاني لمحاولة اغتيال استشهد فيها خادمه وكذلك تعرض المرجع الشيخ بشير النجفي لمحاولة اغتيال اصيب على اثرها بيده. لقد درج نظام البعث ومنذ العام 1963 الى استهداف الاسلام روحاً ورموزاً وحاربه بشتى الوسائل والاساليب وبدء جملة التصفيات للرموز الدينية بإلقاء الشيخ عبد الصاحب دخيل عام 1971 في حوض التيزاب وعلى أيدي مدير الامن المجرم ناظم كزار وكانت اول الجرائم بحق المراجع العظام ارتكبت في 1980/4/9 بإقدام صدام على قتل آية الله العظمى المرجع السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى (آمنة الصدر) وبمسدس الطاغية الشخصي وقدمت العوائل الحوزوية المعروفة (آل الصدر وآل الحكيم وآل الخوئي وآل بحر العلوم وغيرها) من العوائل الحوزوية قوافل من الشهداء سقطوا على ايدي النظام البعثي الدموي.

إعدامات.. إغتيالات
في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان نظام حزب البعث المقبور في اوج قوته بسبب الدعم الدولي له وخصوصاً الدول الكبرى (امريكا، الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، فرنسا، المانيا.. الخ) بما في ذلك الدعم العسكري واللوجستي والمالي حيث كان نظام البعث بمثابة (صنيعه وعميل وحليف) لتحقيق مخططات ومؤامرات تلك الدول في المنطقة وانعكس ذلك الدعم على الجبهة الداخلية العراقية حيث ساندت تلك الدول نظام صدام وساعدته على اخماد واطفاء اية شرارة ثورة شعبية قد تنشب وخصوصاً في شمال وجنوب الوطن بل ذهبت ابعد من ذلك حيث حثت نظام البعث وصدام على اعتقال وتعذيب واعدام رجال الدين وبدون خوف او وجل وكما حدث مع المرجع الشهيد محمد باقر الصدر وآل الحكيم وآل بحر العلوم وغيرهم.
وعندما غزا نظام صدام الكويت عام 1990 خرج عن الطاعة الامريكية وتمرّد على اسياده سحبت امريكا والدول الكبرى المتحالفة معها الشرعية عن نظام صدام واوقفت الدعم العسكري والمالي والاقتصادي والذي كان الهدف الاول منه هو تقوية نظام صدام للوقوف بوجه الثورة الاسلامية في ايران الامام الخميني. ذلك التغيير والانعطاف الدولي تجاه صدام انعكس سلباً على الجبهة الداخلية العراقية حيث حدثت الانتفاضات والانقلابات وابتداءاً من عام 1991 وحتى سقوط النظام في 2003/4/9 لذلك غيّر صدام من اساليبه تجاه رجال الدين وعلماء الحوزة العلمية وبدلاً من الاعتقال والتعذيب والاعدام لجأ الى اسلوب الاغتيالات والتصفيات الجسدية والقاء المسؤولية على (أشخاص مغمورين) هم في الحقيقة عملاء بخسين ويقوم النظام في النهاية بأعدامهم بعد ان يظهرهم في وسائل الاعلام بأنهم المتورطين بقتل المراجع العظام وكما حدث في قضية المرجع الشيخ (علي الغروي) حيث اتهم شخص يدعى (حقي اسماعيل) وهو من اهالي مدينة الصدر (الثورة) مع ثلاثة آخرين بقتل المرجع الغروي ومرافقيه وبذلك يضرب نظام صدام عصفورين بحجر واحد: التخلص من رجال المرجعية المقرر استهدافهم، وكذلك إخراس اولئك العملاء الصغار وضمان اسكاتهم والى الابد لكي تموت اسرار القضية معهم.
وينأى هو بنفسه عن اتهامه بقتل المراجع ولكن تلك الاساليب الشيطانية لم يخدع بها الشعب العراقي واشار بأصابع الاتهام نحو نظام صدام في تصفية وقتل رموز الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومنذ لحظة الإعلان عن تلك الجرائم.

نظام صدام يوثق جرائمه بالصور
دأبت اجهزة النظام الصدامي القمعية بعد ارتكابها لجرائم الاغتيالات بتصوير تلك العمليات اما (فوتوغرافياً) او (فيديوياً) من اجل عرضها على رؤساء تلك الاجهزة، وذلك للإطمئنان على نجاح عمليات الاغتيالات وكذلك فان اولئك المجرمين يحتفظون بتلك الادلة لديهم على اعتبارها شهادة نجاح لهم في عملهم القمعي والدموي والارهابي تجاه شعبهم ولم يكن يخطر في بالهم ان يأتي يوم الحساب وتقوم قيامه الشعب لتحاسبهم على جرائمهم التي اقترفوها لذلك احتفظوا بأرشيف موثق كامل وزع على انحاء البلاد بكل الجرائم لتكون دليل إدانة ضدهم اثناء محاكمات (مجرمي الشعب) وقد عثر على هذه الصور الفوتوغرافية بعد سقوط نظام صدام في 2003/4/9 في منزل مهجور بمنطقة الكرادة كانت تستخدمه المخابرات العراقية كوكر من اوكارها او مقر بديل اثناء فترة الحرب الاخيرة مع امريكا وحلفائها.. واحد هذه الصور تمثل آية الله العظمى الشيخ الميرزا اسد الله علي الغروي بعد استشهاده ويظهر مصاباً في رأسه ووجهه وقد قطعت يده اليسرى كذلك اصيب في صدره وبطنه والدماء تغطي جسده الطاهر الشريف وبقية الصور يظهر فيها زوج ابنته الشيخ محمد علي الفقيه وهو مدمّى الرأس والجسد وفي صورة اخرى يظهر خادم الشيخ الغروي (ابراهيم طاهر عبد السادة البرمكي) وهو مصاب في وجهه، والصورة الاخيرة لسائق السيارة (فرج وافي علوان كاظم الميالي) وقد اصيب في عينه ورأسه.
هذه الصور التقطت للشهداء السعداء في مكان غير واضح المعالم ربما يكون مشرحة او مستشفى.. وسيعلم الذين ظلموا أين منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظال\

تسلم احمد محمد المحمدى

شكرا اخت ذهب على المرور الطيب

شكرا لك استاذ احمد على المعلومات التاريخية المهمة والتي لابد لها من التوثيق والنشر ليطلع عليها ابناء جلدتنا المسلمين ويعلموا كم كان نظام هدام ظالما وقاسيا

شكرا لمروركم وللردود الجميلة واسال الله ان يوفقنا لمى فيه الخير والصلاح