اهلا وسهلا بك من جديد زائر آخر زيارة لك كانت في مجموع مساهماتك 85 آخر عضو مسجل Amwry فمرحباً به


اذهب الى الأسفل
Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:11 pm

في
قديم الزمان كان ملك يعيش في قصر فخم مع ابنته الأميرة التي كانت جميلة
جداً، شعرها في لون الذهب الصافي وعيناها زمردتان براقتان، وأسنانها لآلئ
نفيسة، وقامتها ممشوقة. وكان الناس ينظرون إليها بإعجاب. لكنها كانت تتصف
إلى جانب هذه الملاحة بصفة بشعة جدا... كانت معجبة بنفسها، متكبّرة، لا
يعجبها شيء، ولا يرضيها إنسان.

أراد عدد من الأمراء أن يتزوجوها،
لكنها لم ترض بواحد منهم، ورفضتهم جميعاً. فلهذا الأمير ساقان طويلان،
ولذلك النبيل بطن ضخم يمشي أمامه، ولذلك الفارس أنف أفطس، وللرابع عينان
صغيرتان كعيني الثعلب، وللخامس صوت يصمّ الآذان... وكان الحاضرون يضحكون
عند سماع أقوالها، فيستحي الأمراء والنبلاء وينسحبون من القصر غاضبين.

كان
من بين هؤلاء الأمراء أمير واسع الغنى، قوي النفوذ، اسمه بهلول وكان يعتقد
أنها ستقبل به زوجاً لأنه كامل الخصال، جميل الصورة، شجاع، كريم. إلا أن
الأميرة رفضته.... وأدارت ظهرها وعادت إلى غرفتها وتركت الأمير في حالة من
الخجل الشديد أمام الآخرين.

غضب الملك من تصرف ابنته التي حقّرت
الأمراء والنبلاء أمام رجال البلاط وجعلتهم أعداء له بعد أن كانوا
أصدقاءاوحلفاء.... لذلك قرّر الملك أن يؤدّب الأميرة المتكبرة، بأن يزوجها
أول متسول يأتي القصر.

بعد أيام، دخل القصر عازف قيثارة، وعزف أمام
الملك والحاشية معزوفات جميلة، وطلب حسنة من الحاضرين، فنادى الملك ابنته
وقال للعازف الفقير: أهبك إبنتي زوجة لك، خذها إلى بلادك، وسافر الليلة دون
تأخير، واسع في جهدك للتغلب على كبريائها....
هكذا أرغمت الأميرة على
مغادرة قصر أبيها، وعلى إتباع زوجها إلى بلاده البعيدة. سارت طويلا مشيا
على الأقدام، لأن العازف المتسوّل لا يملك جوادا ولا بغلا ولا حمارا
تركبه... وتعثرت في مشيها، وتمزّق حذاؤها، وسقطت في بعض الحفر، وكان زوجها
يطلب إليها أن تسرع في سيرها. ومرت في طريقها بغابات لا يبلغ النظر آخرها .
فسألت زوجها: " من صاحب هذه الغابات الواسعة الغنية ؟ "

" كل ما ترين هو ملك الأمير بهلول."

شعرت بغصة في حلقها، وأسفت على رفضها الزواج من الأمير الغني عندما تقدم طالباً يدها من الملك.

سارا
ساعات وساعات، وأياما بلياليها، وكلما حاولت أن تتوقف لتستريح كان زوجها
يدفعها أمامه ويقول: " إنك زوجة عازف مسكين... عليك أن تتعودي العذاب
والشقاء... عجّلي... عجّلي.... لا أحب الكسل."

كانت المسكينة تسير، وقد ضعفت قوتها، وتقرّحت قدماها الناعمتان، وغطّى الغبار وجهها الجميل، وامتلأت عيناها بالدموع.

مرّا بحقول قمح واسعة، فسألت زوجها عن صاحب هذه الحقول، فقال: " كل هذه الحقول هي ملك الأمير بهلول."

تحسّرت
الأميرة وندمت على فعلها بالأمير بهلول، وقالت لنفسها: ارتكبت ذنبا لا
يغتفر عندما رفضت أن أكون زوجة له ... لو تزوجته لكانت هذه الحقول لي.

سارا
في الحقول والغابات، وأقدامها تصطدم بالحجارة وتغوص في الوحول، ووصلا
مروجاً خضراء، ترعى فيها قطعان الماشية من ماعز وبقر وغنم، وتسرح فيها
الخيول الجميلة. فسألت: ولمن هذه المروج الغنية؟
- كلها بما فيها للأمير بهلول.

تنهدت
من أعماق قلبها، وقالت بصوت ظهر فيه التعب: ليتني قبلت به زوجا، لو قبلت
لكانت هذه المروج وما فيها من ماشية وخيول ملكي أنا، ولكنت أعيش الآن عيشة
هانئة.

تعبت كثيرا، فارتمت على الأرض فوق كومة من التراب، فشدّها
زوجها من يدها بقوة وقال لها: " لا أريد أن أسمع اسم هذا الأمير مرة
ثانية.. يجب أن تحترميني لأني زوجك."

وبعد مسيرة أيام ثلاثة أخرى، وصلا كوخاً في غابة كثيرة الأشجار, ففتحه وقال لها: " أدخلي هذا بيتنا، وهنا سنعيش..."

تأثرت
الأميرة وبكت بمرارة، وطلب زوجها أن تعدّ له طعام العشاء، وكان عليها أن
تقطع الحطب وتجمعه من الغابة، وتحمله، وتشعل النار، واحترقت خصلة من شعرها
الأشقر.

ولما أعدّت الطعام لم يجده زوجها جيدا لأنه كان محروقا، كثير الملح..

بكت كثيرا.. وأدركها النعاس فنامت وقد أسندت رأسها إلى الحائط.

وفي الصباح أيقظها زوجها، وطلب إليها أن تعتني بشؤون البيت، فأعدّت الطعام، ونظّفت البيت وغسلت ثيابه.

ولما
كان العازف فقيراً، أحضر لزوجته خيوطا لتنسجها، ولكن ما عملته كان سيئا
فلم يستطع بيعه في السوق. فأنّبها لعدم إتقانها العمل. وأحضر لها في اليوم
التالي بعض الأواني الفخارية وطلب إليها أن تذهب بنفسها لتبيعها في السوق.
ولم تستطع أن ترفض طلبه. وكانت بعد أن تبيع ما لديها تعود لتقوم بأعمال
البيت.

أقبل ذات يوم فارس مسرعاً إلى السوق، فداس فرسه الأواني الفخارية وحطّمها.

فحزنت
الأميرة لهذه الخسارة، واضطرت أن تضاعف من عملها. وأرسلها زوجها لتعمل
خادمة في مطبخ قصر الأمير. وقضت أياما متعبة في عمل مستمر. وكان الملك
يستعد لتزويج ولي عهده، لذلك كان الجميع يعملون في نشاط ...

خرجت من المطبخ لتشاهد ما يعدّ لحفلة الزفاف الكبرى، وتذكرت قصر والدها الكبيروحزنت لشقائها لانها كانت متكبرة سيّئة الخلق .

وفيما
هي في أفكارها هذه إذا بولي العهد يقبل إلى الغرفة حيث تقف ... عرفته جيدا
إنه الأمير بهلول، فتقدم منها وأمسكها بكتفها، فخافت وحاولت الإفلات منه
...

فقال لها: لا تخافي مني... لقد جرحتني كبرياؤك الجنونية، فقررت
أن أعاقبك على سوء تصرفك معي. إن عازف القيثارة الذي تزوج منك هو أنا. وأنا
الفارس الذي حطّم الأواني الخزفية في السوق. لقد تنازلت عن كبريائك، ولذلك
فأنا أريد أن أحتفل بعرسنا هذا المساء احتفالا كبيرا.."

تعجبت الأميرة والحاضرون مما سمعوا، وأقسمت له الأميرة أنها شفيت تماما من كبريائها.

أدخلها الأمير القصر، وارتدت ثوبا من حرير مطرّزاً بنجوم من ذهب، ووضع الملك على رأسها تاجاً مرصعاً بالجواهر .

دامت حفلات العرس ثلاثة أيام وثلاث ليال، وكانت الأميرة تعامل الجميع بلطف، وصارت جميلة في أخلاقها كما هي جميلة في خلقتها ....


Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:12 pm

جحا
كان عايش في قرية فالتفقوا إنهم يموتوا جحا و يرتاحوا منه قبضو على جحا
وربطوه وحطوه في كيس وجابوه على شاطئ البحر علشان يرموه حطوه و قالوا :إن
شاء الله غدا العصر نرميه مع تجمع الناس وسابوه.

و في نفس اليوم وجحا جالس يستنى مصيره مر من عنده راعي غنم و هو يغني فسمعه جحا وقال: لالا أريدها لاأريدها..... .
فاستغرب الراعي أيش صاير و راح لجحا وقال: مالك إيش صاير .
قال
جحا : يريدوا يزوجوني بنت الملك و أنا ما أريدهاو قالولي إذا ما تزوجتها
نرميك في البحر و بصراحة أنا ما أبغا المال و الخدم و الأكل أحب عيش
البساطه .

إستغرب الراعي و قال:إيش رايك أجي مكانك .قال جحا : خلاص موافق و إذا جائو ليك قول :أريدها أريدها.
صار الراعي مكان جحاوجحا أخذ الغنم وراح خارج المدينه.
ثاني يوم جائو لراعي و هم يحسبوه جحا وقال : أريدها أريدها.
أصلا
ماكمل كلامه إلا ورموه في البحر ، و ثاني يوم جحا جاء و معاه قطيع من
الغنم قابل واحد من أصحابه وقال :إنت مو رميناك أمس في البحر ،قال جحا:نعم
أنا بس أنتو رميتوني على الشاطئ لو رميتوني مسافه أبعد كان جيت و معي
(بقر،غنم،جمال ،...) سكتو الناس من الدهشة.

و من تاني يوم كل واحد يرمي نفسه في البحر إلى أن ماتت نصف القرية
و نجى جحا
Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:13 pm

يحكى أن بهلول كان رجلا مجنونا فى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ..
ومن طرائف بهلول أنه مرعليه الرشيد يوما وهو جالس على إحدى المقابر ..
فقال له هارون معنفا ”
يا بهلول يا مجنون متى تعقل ؟ “
فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجرة ثم نادى على هارون بأعلى صوته ”
ياهارون يا مجنون متى تعقل ؟”
فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه وقال له ” أنا المجنون أم أنت
الذى يجلس على المقابر ”
فقال له بهلول ” ...بل أنا عاقل ”
قال هارون وكيف ذلك ؟
قال بهلول ”
لأنى عرفت أن هذا زائل
وأشار إلى قصر هارون
وأن هذا باق وأشار إلى القبر ،
فعمرت هذا قبل هذا ،
وأما أنت فإنك قد عمرت هذا ( يقصد قصره ) وخربت هذا ( يعنى القبر ) ..
فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب
مع أنك تعلم أنه مصيرك لامحال ،
وأردف قائلا ” فقل لي أينا المجنون ؟” ،
فرجف قلب هارون الرشيد من كلمات بهلول وبكى حتى بلل لحيته وهو يقول ” والله إنك لصادق ..”
ثم قال هارون زدنى يا بهلول
فقال بهلول ” يكفيك كتاب الله فالزمه . “
قال هارون ” ألك حاجة فأقضيها ”
قال بهلول: نعم ثلاث حاجات إن قضيتها شكرتك
قال فاطلب ،
قال : ” أن تزيد فى عمري “
قال : “لا اقدر ”
قال : أن تحميني من ملك الموت
قال : لا أقدر
قال :” أن تدخلنى الجنة وتبعدنى عن النار ”
قال : ” لا أقدر “
قال : فاعلم انت مملوك ولست ملك ” ولاحاجة لي عندك


Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:14 pm

بهلول ينصح الرشيد

قيل لبهلول ، وهو على قصبته : أجب هارون الرشيد فجاء على القصبة الى ان بلغ اليه ، فسلم عليه الرشيدفاجابه.


قال الرشيد: كنت مشتاقا اليك ؟
بهلول: لكني لم أشتاق اليك.
قال: عظني يا بهلول.
قال: وبما اعظك ، هذه قصورهم وهذه قبورهم!
قال: زدني فقد احسنت.
قال: ايما رجل اتاه الله مالا و جمالا وسلطانا فانفق له مالهوعف جماله وعدل في سلطانه كتب في خالص ديوان الله تعالى من الأبرار.
قال الرشيد: احسنت احسنت يا بهلول كيف انت مع الجائزة .
قال: اردد الجائزة على من اخذتهامنه، فلا حاجة لي فيها .
قال له : يا بهلول فان يك عليك دين قضينا.
قال: ياأمير هؤلاء, اهل العلم بالكوفة اجمعت ارائهم على ان قضاء الدين بالدينلايجوز.
قال: يا بهلول فنجري عليك بما يقوتك ويقيمك.
فرفع بهلول طرفه الىالسماء وقال: يا امير انا وانت من عيال الله. محال ان يذكرك وينساني.
فاسبلهارون السجاف ومضى.


Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:15 pm

كان البهلول على وعلى عادته يمشي يوماً في أزقة بغداد، فلقيه رجل تاجر، فقال لبهلول: "اريد استشارتك في أمر التجارة".





قال
بهلول – وكان بيده خيزران ضرب بها كفه الاخرى بهدوء-: "وما الذي عدل بك عن
العقلاء حتى اخترتني دونهم؟" ثم مكث هنيئةً فقال: "حسناً، ما الذي أردت
استشارتي فيه؟"







قال التاجر – ول يزل يرفع عينيه من يدي بهلول-: "إن عملي التجارة، فأردت شراء متاع احتكره ثم أبعه لمن يدفع لي فيه ثمناً باهضاً".






ضحك البهلول حتى بان ضرساه، وقال: "إن أردت الربح في تجارتك فاشترِ حديداً وفحماً".

شكره
التاجر على ذلك وانطلق إلى السوق، ثم فكّر في كلام بهلول جيداً فرأى أن من
الأفضل أن يأخذ بكلامه، فاشترى حديداً وفحماً وأودعهما في المخزن، حتى مضت
عليهما مدة مديدة ولا زالا على حاليهما في المخزن، ولمّا احتاج التاجر إلى
ثمنهما وكان قد ارتفع تلك الأيام سعرهما، باعهما بأفضل ثمن، وربح عليهما
ربحاً كثيراً.







ولكن لأسف ايها الاصدقاء
الأعزاء، أثّرت هذه الثروة على سلوكرجل قصتنا التاجر كما تؤثر غالباً على
سلوك الكثير من الناس عند ثراهم، حيث تجدهم يفقدون صوابهم ويتغيّر منطقهم
وسلوكهم، فتراهم ينقلبون من هذا الوجه إلى ذاك الوجه.







وهكذا كان التاجر، فقد اغترّ بنفسه غروراً عجيباً، حتى لم يكد يعدّ للناس وزناً، وأخذ يتحدث هنا وهناك عن عقله وذكائه وفطنته.
وذات
يوم مرّ التاجر ببهلول، لكن التاجر لم يُعِر هذه المرّة لبهلول أهمية، ولم
يشكره على ما اشار عليه سابقاً بل اثار بوجه بهلول الغبار، وسخر منه،
وقال: "أيها المجنون، مالذي أشتري وأحتكر ليعود عليّ بالربح؟".

ضحك بهلول وقال: "اشترِ ثوماً وبصلاً وأودعهما في المخزن".






خطا التاجر خطوات ثم رجع إلى بهلول وقال بلغة الغرور والعجب: "عليك أن تفتخر بمشورة تاجر موفق وشهير مثلي إياك".
لم يجبه بهلول بشيء وبهت لجهل التاجر وغروره.
رصد التاجر لشراء الثوم والبصل كلّ ما يملك من اموال، وذهب صباح الغد إلى السوق لشرائها على أمل الربح الكثير ببيعها.






وبعد
أشهر مضت على البصل والثوم – وهما في المخزن – جاء التاجر وفتح ابواب
المخزن – وهو لا يعلم ما ينتظره من خسران مبين – فوجد الثوم والبصل قعد
تعفّنا ونتنا، حينها ضرب التاجر بكلتا يديه على أمّ رأسه وصاح " يا
للخيبة.. يا للخسران".







لم يكن أحد يرغب في شراء
مثل هذا البصل والثوم النتعفنين، بل لا بد من رميه في المزابل لأن رائحته
النتنة انتشرت في كلّ مكان، ممّا اضطر التاجر أن يستأجر عدّة نفر ليحملوا
هذا المتاع الفاسد إلى خارج المدينة ويدفنوه في الأرض.

أمتعض التاجر من
بهلول وازداد حنقاً عليه وغضباّ لأنه فقد رأس ماله بسبب بهلول، فأخذ يبحث
عنه في كلّ مكان حتى عثر عليه، فلما رآه أخذ التاجر بتلابيبه وقال: "أيها
المجنون، ما هذا الذي أشرت به عليّ، لقد أجلستني على بساط الذلة
والمسكينة".

قص التاجر على بهلول – وصوته يرتعش من شدة الغضب- ما جرى له.






سكت
بهلول عن التاجر هنيئة – وهو يعلم عمّ يتحدث التاجر – حتى ست الغضب عنه،
ثم قال له: "لقد استشرتني أولاً فخاطبتني بخطاب العقلاء فأشرت عليك بما
يشيرون، لكنك لما أردت استشارتي قانياً خاطبتني بخطاب المجانين فأرت عليك
بمشورتهم، فاعلم أن ضرّك ونفعك مخبوئان تحت لسانك، إ، خيراً فخيراً، وإن
شراً فشرّاً".

أطرق التاجر إلى الأرض وهو لم يُحر جواباً، فتركه بهلول وانصرف عنه.

منقول ولكن الديكور والألوان امونه
إلى اللقاء في الحلقة القادمة من قصص بهلول
تابعونا فمازال لدينا الكثير
وفالكم طيب


Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:16 pm

الذئب والعلف والخروف



كان
سوق طرح الألغاز حاراً جداً ,فقد كان يجلس أعضاء دولة هارون – الذين كان
أكثرهم من أقربائه – يتبادلون طرح الألغاز بدلا عن حل مشاكل المجتمع
ويحصلون على الجواب فيما بينهم .وذات يوم كان هارون في زورقه المصنوع على
شكل الوزة وقد أخذ منه الغرور مأخذه ,فأمر بإحضار بهلول , ونزل بعض الخدم
إلى الماء في زورق صغير ليأتوا ببهلول . وعندما أحضروا بهلولا بين يدي
هارون سأله هارون قائلاً : ( هل تستطيع أن تجيب عن هذا اللغز؟).
قال بهلول لو أستطعت أجبتك ).
ضحك هارون بصوت عال وقال أن أجبت عن هذا اللغز أعطيك مئة دينار ذهبي , وإن عجزت عن ذلك أمرنا بإلقائك في ماء دجلة الهائج).
لم
يفقد بهلول سكينته ووقاره المعتادين وقال لا حاجة لي بذهبك لكني أشترط
عليك إني إن أجبتك عن هذا اللغز كان عليك إطلاق سراح مئة من السجناء ممن
أحب , وإن لم أجبك فأنا مستعد للإغراق في دجلة ).
كان هارون يعتقد أن
بهلول عاجز عن الجواب ,لأنه سأل ذلك من كبيرين فلم يسمع منهم جواباً سوى
السكوت , لذا وافق على شرط بهلول بدون أي قلق ثم قال- هارون لو كان عندنا
خروف وذئب وعلف وأردنا نقلها واحدة من هذه الجهة من الماء إلى الجهة
المقابلة , كيف, نصنع بحيث لا يأكل الذئب الخروف ولا الخروف يأكل العلف ).
قال بهلول جواب ذلك عندي ).تصور هارون باديء الأمر أن بهلولاً يتكلم أعتباطاً فقطع كلام بهلول وقال قل ,قل بسرعة ماذا نصنع ؟).



قال بهلول ننقل الخروف إلى تلك الجهة أولاً ثم ننقل العلف ونرجع بالخروف إلى مكانه الأول ثم ننقل الذئب إلى تلك الجهة ثم الخروف) .
قفز هارون من مكانه وجلس على ركبتيه وصاح أحسنت ,أحسنت ).أنتظر بهلول حتى هدأ هارون ثم قال له الآن أوف لي بوعدك).
قال
هارون أكتب أسماء الذين تريد أطلاق سراحهم ).فلما كتبهم عرف هارون أنهم
شيعة موسى بن جعفر (ع) فكيف يمكنه الموافقة على أطلاق سراح أعدائه الذين
كانوا يجاهدونه بأنفسهم فإن أطلق سراحهم ماذا يمكن أن يخلقوا له من
مشاكل...؟! أخلف هارون وعلى عادته ما وعد به بهلولا , وقال كلا, كلا, لا
يمكن ذلك أبداً ). قال بهلول إنك وعدتني بذلك ).
قطب هارون وجهه وقال بلهجة فيها غضب إن أصررت على ذلك أكثر ألقيت بك معهم في السجن ).
لم
يرتضِ بهلول أن يرجع خالي اليدين إلى الساحل فقد تمكن بعد إصرار شديد من
إقناع هارون بإطلاق سراح عشرة من الشيعة الذين كانوا في أسر هارون.


Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:16 pm

كان
هارون الرشيد قد أجاز الدخول لبهلول عليه كل حين ومتى شاء ، وذات يوم كان
هارون مجتمعاً بعددٍ من كبار رجال دولته والمقربين منه ، فدخل عليهم بهلول
القصر بلا أدن أحد ، وجلس إلى جانب هارون .


كان سلوك بهلول في ذلك اليوم مؤذياً لهارون ، لكنه ما دام قد أذن له بالدخول متى شاء لم يتمكن من إخراجه من القصر .

كان
بهلول في ذلك المجلس يقلد أفعال هارون حيث كان واضعاً إحدى رجليه على
الأخرى فوضع بهلول إحدى رجليه على الجانب الأخر أيضا مقلداً في ذلك هارون ،
ضحك الحاضرون في المجلس من فعل بهلول الذي كان يؤذي هارون لحظة بعد أخرى ،
وفجأة خطر بذهن هارون فكرة يمكنه من خلالها تأديب بهلول ، قال هارون : ((
لا بدلك من الجواب على هذا اللغز ما دمت جالساً إلى جانبي )) .


قال بهلول : (( إذا لم ترد التخلص من الجائزة كما فعلت ذلك معي مراراً أجبتك عن اللغز )) .

أراد
هارون أن ينتهر بهلول وأنه متى تخلف عن وعده ، لكنه سرعان ما تذكر أن
بهلولاً صادق فيما يقول لأنه – أي هارون – أخلف وعده لمرات عديدة معه ، لذا
حاول التعامل مع بهلول بهدوء وقال : (( إن أجبت عن هذا اللغز أمرنا لك
بألف سكة ذهبية ، وأما إن لم تجب عنه فسوف نأمر بحلق لحيتك ثم نضعك على
حمار ويدار بك أزقة المدينة )) .


قال بهلول : (( لا حاجة لي بالذهب ، لكني مستعد للجواب عن اللغز بشرطٍ واحد )) .

قال هارون – بعد هنيئة - : << لنرى ما هو شرطك ؟>>.

قال بهول : (( إن أجبتك عن اللغز أريد منك أن تأمر الذباب بعدم التعرض لي وإيذائي )).

لما
أدرك هارون أن بهلولاً بشرطه هذا يريد إثبات عجز – هارون – ووضعه ، ضحك
قليلاً ثم قال : (( لا يمكن العمل بشرطك ، لان الذباب ليس بأمري )).


حرك
بهلول رأسه مؤيداً كلام هارون ثم قال : (( لا ينبغي لي أن أتوقع مع شخص
ضعيف وعاجز أمام الذباب شيئاً ، لا بد من البحث عن أحد يتمكن أن يأمر
الذباب بذلك )) .


حسن الحاضرون فعل بهلول في قلوبهم دون ألسنتهم لأن كلامه هذا ينم عن عقله وحسن تدبيره .

ولما
علم بهلول أن كلامه أثر في هارون – الذي صار لونه يتغير لحظة بعد أخرى من
شدة الضربات التي صار يواجهها من بهلول – قال : (( أنا مستعد الآن أن أجيبك
عن اللغز بدون أي شرط )).


ولم أحس هارون بأنه خاسر في هذا الجدال
لم يكن يحب أن يطيل الكلام أكثر مع ذلك مع بهلول ، فقال : (( ما هي الشجرة
التي لها من العمر سنة واحدة ، ولها من الفروع والأغصان اثنا عشر ، وعلى كل
غصن منها ثلاثين ورقة ، وفي وجه من وجوه كل ورقة ظلام وفي الوجه الآخر
منها ضياء ونور ؟.)).


أجابه بهلول بدون أي تأمل : (( أما الشجرة فهي
السنة ، وأما أغصانها فهي الأشهر ، وأما ما كان في وجه أحد أوراقها الظلام
فهو الليل والآخر النهار )) .


لم سمع هارون بذلك لم يكن له بد من القبول ، فإذا به رفع صوته وقال : (( أحسنت ، أحسنت )).

وهكذا الحاضرون قالوا مثل ما قال هارون ، ثم خرج بهلول من القصر وهو لم يعتن بهذا التهريج ولم يبالٍ بأحدٍ من الحاضرين



Maestro
Maestro
وسام التواصل
وسام التواصل
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 587
المزاج : تمام
العمر : 32
تاريخ الميلاد : 29/07/1992
النقاط : 1584
العمل : مصمم من الدرجة الاولى
MMS : قصص بهلول 6

علم العراق رد: قصص بهلول

الأربعاء مايو 01, 2013 8:17 pm

بهلول والعبور على الصراط

كان بهلول يذهب في بعض الأوقات إلى المقبرة ويجلس بين القبور ، ثم يقرأ سورة الفاتحة للأموات سواء
كان يعرفهم أو لا وذات يوم وعلى عادته كان البهلول قاصدا مقبرة المسلمين فصادفه هارون اللارشيد
وهو يريد الذهاب الى الصيد .
حينما وصل هارون قرب البهلول سمعه يردد كلمة
الصراط ... الصراط .
فلما رأوه هارون سأله قائلا : ماذا تفعل يابهلول ؟ وماذا تعني بالصراط ؟
أجابه بهلول وكان جالسا على قبر من القبور : جئت أناسا لا يغتابون أحدا ولا يرجون مني شيئا
ولا يؤذوني .
نهض بهلول من القبر ووقف الى جانب هارون وكان مطرقا إلى الارض تريد معرفة معنى الصراط ؟
قل لهؤلاء أن يوقدوا نار هنا .

أمر هارون من حوله ليذهب في طلب الحطب فلما أحضرت النار قال بهلول لهارون أن يأمر له بطشت فيه
ماء فيضعوه على النار ، فلما نفذوا أمر هارون وأشتدت حرارة الطشت واخذ الماء يغلي .
قال لهارون : ياهارون قف على هذا الطشت ثم عرف عن نفسك وما أكلك وملبسك فإن أتممت كلامك أقف
أنا أيضا وأفعل مثل ذلك .
كان هارون يخشى الوقوف داخل الطشت فحاول صرف بهلول مما ينويه فقال لبهلول:
عليك أن تفعل ذلك أنت أولا .
كان يشم من كلام هارون رائحة الخوف الممزوج بالتهديد ، لكن ذلك لم يكن ليثني بهلولا عن عزيمته
فقال : نعم أفعل ذلك أنا أولا .
ثم ذهب إلى الطشت فوقف في وسطه وقال : أنا بهلول طعامي التمر وخبزي الشعير ولباسي من الصوف .
فلما أتم بهلول كلامه خرج وليس في قدميه آثار الحروق .
والآن وصل دورهارون وقد أمسكوا به من تحت أبطيه ليخلع نعليه ، فقد تقدم وهو يلفظ أنفاسه بسرعة
والعرق يتصبب من جبينه ، وأخيرا خلع نعليه ودخل الطشت على عجل فلم تكن له طاقة الوقوف أكثر من
لحظه قال فيها : أنا هارون ............
ثم قفز بسرعة .
لم يجرأ من كان حول هارون على الضحك من هارون وحاولوا أن يمسكوا أمامه أفواههم .
لم يكن يستطيع هارون الوقوف على قدميه أمام حاشيته فأخذ ينظر إلى من حوله بغضب
قل لي الان ماذا أردت من ذلك ؟
تبسم بهلول وقال : اعلم أن يوم القيامة بهذا النحو فأن الذين لا يملكون في الدنيا مالا ولا ذهبا يعبرون
الصراط آمنين وأما من كان متعلقا بالدنيا وزينتها فليس له قدرة العبور على الصراط ، فأن من كان كذلك
يسقط في اللحظة الأولى من وقوفه على الصراط .



الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى