تكيّف مع حرارة الصيف حتى لا تفقد أعصابك وتخسر أحبابك

الثلاثاء أبريل 23, 2013 12:18 am

تكيّف مع حرارة الصيف حتى لا تفقد أعصابك وتخسر أحبابك

رضاب فيصل - ميدل إيست أونلاين

مع قدوم فصل الصيف لا
تستغرب إن لاحظت الآخرين يفتعلون المشاكل، ولا تستغرب إن وجدت نفسك تثور
وتنفجر غيظاً بسبب أتفه الأمور. ففي الصيف يشعر كثيرون بالضيق والاختناق،
وينقلب مزاجهم من جيد أو لطيف إلى سيىء للغاية. لكن بعض هؤلاء فقط يدركون
أن السبب وراء كل هذا الشعور بالانزعاج يرجع إلى درجات الحرارة المرتفعة.فكلما
ارتفعت الحرارة، ازداد أعداد الناس الذين يفقدون أعصابهم وتوازنهم، حتى أن
قدرة هؤلاء على الصبر تتقلص لتأخذ غريزة الغضب دورها في حياتهم دون أي
رادع عقلاني. ويتحولون الى أشخاصٍ أكثر توتراً وأسرع انفعالاً، وقد يرتكبون
الكثير من الحماقات السلوكية في كثير من الأحيان.
وأثبتت دراسات كثيرة أن
ثمة علاقة أكيدة بين درجات الحرارة العالية وتقلب مزاج الإنسان وانتكاساته
النفسية. كما تشير هذه الأبحاث إلى أن الرطوبة المصاحبة لارتفاع درجات
الحرارة في البلدان الساحلية، تزيد نسبة الاضطرابات النفسية حتى أنها قد
تتسبب باضطرابات جسمانية مرافقة لحالة التوتر عند الإنسان.
فحرارة الجو تتسبب بضعف في
الدورة الدموية وتقلل نسبة الأوكسجين في الدم، مما يجعل المراكز العصبية
أكثر تنبيها الذي هو سبب التوتر والاضطراب عند الإنسان. كذلك فإن الحرارة
العالية تكثر من إفراز مادة الأدرينالين الباعثة للقلق والعصبية، وتقلل في
الوقت نفسه من إفراز مادة السيروتونين في المخ التي تساعد على الراحة
والاسترخاء.كل
ماسبق قد يبدو مقبولاً أو طبيعياً لولا أن مشاكل كثيرة قد تحدث نتيجة
الاضطرابات السلوكية والتوتر. فالشعور باضطراب الحالة النفسية العامة يؤدي
إلى التشنج والعصبية اللذين يؤديان بالضرورة إلى زيادة معدلات العنف
والجريمة بغض النظر عن درجاتها وتفاوتاتها بين شخص وآخر. والخلاف بين
الزوجين هو أكثر الخلافات انتشاراً وشهرةً في فصل الصيف، حيث ينتظر أحدهما
الآخر على أي زلة لسان ليفتعل مشكلة من الممكن أن تأخذ أبعاداً بعيدة
المدى. وكأن حرارة الجسد تتسرب إلى داخل العقول لتجعلها تغلي وتقصي منطقية
التفكير وموضوعيتنا في تقبل الآخر وتصرفاته.