- arwaaوسام الإبداع
- الجنس :
عدد المساهمات : 1219
المزاج : لااتحمل عدم فهمي بصورة صحيحة
النقاط : 1688
العمل : مدرسة
MMS :
مُبــــــــــــــــ علي بن ابي طالب ـــــــــــــارك ولادة النور""""
الإثنين يونيو 04, 2012 8:58 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
يطيب لنا مباركة جميع الأخوة المؤمنين
بمناسبة ذكرى ميلاد بطل الإسلام ورمز العدالة
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
داعين الباري سبحانه أن يعيد هذه الذكرى العطرة
على العراق الحبيب بالعز واليمن والبركة
في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول جاءت
فاطمة بنت أسد مبشرةً لأبي طالب زوجها عليه السلام
بولادة محمد صلى الله عليه وآله فقال لها
يا فاطمة اصبري لي سبتاً سآتيكِ بمثله إلا النبوة
ويمر السبت وهو ثلاثون سنة وتصبر فاطمة هذه المدة
تنتظر تحقق إخبار أبي طالب
وينتظر أبو طالب مجيء وزير ابن أخيه وشبيهه ومثيله •• وإذا بـ
فـاطـمة بنـت أســد
أقبلت فاطـمة حامـلة خيـر جنيـن
جاء مخلوقـاً من القدس لا الماء المهين
وتجلى منظر اللاهـوت بين العـالمين
كيف قد أودع في جنـب وصـدري
لست أدري
غاية الإدراك أن ادري باني لست أدري
فلا يمكن الإحاطة بمناقب علي عليه السلام
وكما لا يمكن الإحاطة بها عدداً
لا يمكن الإحاطة بها كنهها ومعرفة
فليس يدري بكنه ذاتك ما هو
يا بـن عـمّ النـبي إلا الله
فقد حاز علي مناقب ما حاز عليها غيره
كما ذكر ذلك رسول الله صلّ الله عليه وآله
لا على نحو الحصر والتحديد:
إن لك زوجة كفاطمة وليس لي زوجة مثلها ولك صهر مثلي وليس لي صهر مثلك
ومن المناقب التي خُص بها والتي حصلت عند ولادته
منقبتان وتنطوي تحتهما أمور كثيرة وتعني أسرار عميقة
الأولى
ولادته في بيت الله الحرام وعلى وجه التحديد في الكعبة المعظمة
وهذه وإن كانت في باطن الأمر ليست منقبة لعلي عليه السلام
بل هي منقبة للكعبة وللبيت الحرام، وأن البيت هو الذي
تشرف بولادته فيه، ولم يكن علي عليه السلام هو الذي تشرّف
بولادته فيه، نعم هي منقبة له من حيث تشريف البيت به كاشفة
عن حب الله عزّ وجل له، وهي منقبة لا بما يليق بمقامه بل
بما تفهمه عقول الناس وتتحمله وتدركه، ولما تنطوي عليه
هذه الظاهرة من معاني وأسرار فإذا نظرنا إلى خصوصيات
البيت الحرام وما وهبه الله عزّ وجل من عناية واهتمام
نعرف الكرامة التي لذلك الوليد من الله جلّ جلاله
وبالتالي نعرف كم أراد الله لهذا المولد
من نشر فضل وتذليل نفوس له
فلنرجع الآن إلى بيت الله ونلاحظ خصائصه ونشاهد
تعظيم الأنبياء له، وهو مع ذلك الاهتمام وذلك التعظيم
تستجير به فاطمة وتقسم على الله بالوليد
الذي في بطنها فينفتح لها الجدار لتضعه في جوف الكعبة
إن ولادته في الكعبة هو من سلسلة الاهتمام الإلهي به
وهو غاية ما ناله البيت الحرام من تعظيم وتكريم
من قبل الله عزّ وجل، وإليك من تلك السلسلة
1 ـ أنه أول بيت وضعه الله للناس ولم يوضع بيت الله قبله
فهو أشرف بيوت الله، وبيوته معظمة
حيث نسبها إليه وأضافها إلى نفسه
2 ـ ومن الاهتمام به أنه وضعه في أشرف المواضع وهي بكة:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ……)(آل عمران/96)
3 ـ إن الله عزّ وجل أمر خليله إبراهيم عليه السلام ببنائه
وهذا من تعظيمه له حيث أن الباني له
والرافع لقواعده هو شيخ الأنبياء
4 ـ ومن تعظيمه له أن جعله مباركاً
وهو الذي يبارك عليه وعلى زواره ومجاوريه
5 ـ وجعله هدىً للعالمين
6 ـ تعبد الخلق بالذهاب إليه والطواف فيه
والتبرك بملامسته بما فيهم أنبياءه وحججه
ومن ترك الذهاب إليه مع استطاعته ترك ركنأ من أركان الإسلام
وإن مات مات على غير ملة الإسلام
7 ـ ومن تعظيمه له حرم القتل فيه والصيد وجعله آمناً
ولا يحل فيه دم من يأوي إليه حتى من الطير والهوام
وهذا لحرمته عنده عزّ وجل
8 ـ جعله قبلة للمسلمين وأين ما كانوا يتوجهون إليه في صلاتهم
وليس فقط في الصلاة بل لا تحل لهم الذبائح إلا باستقبال القبلة
وحرّم عليهم التوجه استقبالا واستدباراً إليه عند التخلي تعظيماً له
9 ـ وزاد في تعظيمه أن جعل أفئدة أوليائه تهوي إليه
10 ـ جعله مطافاً للملائكة
11 ـ وعلى ما ورد أن الكعبة أنزلت من السماء من عالم الطهارة
12 ـ زيّنه بالحجر الأسعد الذي هو ياقوت من يواقيت الجنة
والذي لا يستقر إذا وضع إلا أن يكون الواضع له معصوم
13 ـ ومن اهتمامه به ماذا صنع الله عزّ وجل
بأصحاب الفيل حين قصدوه
14 ـ التأكيد على الاعتمار إليه طول السنة
15 ـ أوجب على قاصديه الإحرام وترك زينة الحياة الدنيا
16 ـ معراج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان منه:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ....)(الإسراء/1)
إلى غير ذلك من صور التعظيم والتكريم من قبل الله
كعتقه من الغرق وجعل الصلاة فيه تعادل مائة ألف في غيره
ومع هذا التكريم وهذا التعظيم تأتي الإرادة الإلهية
بفاطمة بنت أسد إليه ويفتح لها الجدار وتلد في الكعبة
فما هو هذا الذي الوليد الذي أراد الله أن يعظّم به بيته
بعد هذه التعظيمات، فما هي عظمة هذا المولد؟ وهل يمكن وصفه؟
الأخرى
إن الحدث الغريب بمواصفات معينة يبقى في الأذهان ولا يزول ذكره
وكلما رأت الناس المكان أو تذكرته وتوجهت إليه تذكروا
تلك الحادثة الغريبة التي لم يحصل لها نظير، والإنسان
إذا أحب شخصاً ويريد أن لا ينساه يجعل له تذكار في مكان معظّم
وأمامه غالباً أو دائما، وبولادة علي عليه السلام في الكعبة
ارادالله أن لا يزيل الناس ذكره ولا يغفلوا عنه ولا يعرضوا عنه
وأن يعظّموه كما يعظموا المكان الذي ولد فيه
وكما عظّمه الله عزّ وجل بما خصه به من مناقب ومزايا
الثانية
وأما المنقبة الثانية في ولادته وأيام طفولته
فهي أعظم من الأولى حيث جاءت به فاطمة من بيت الله الحرام
إلى عرش الله وهذه من المناقب التي خص بها مع
الزهراء عليهما السلام حيث فتح عينه في بيت فيه
رسول الله صلى الله عليه وآله والمسألة ليست مسألة بركة
بوجوده المقدس ـ وإن كان هذا مما لاشك فيه
بل إن البيت الذي فيه اسم محمد يقدس ويبارك عليه فكيف
بالذي فيه الوجود المقدس له صلى الله عليه وآله ـ
وإنما أقصد توليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تربيته ورعايته
حتى ورد أنه صلى الله عليه وآله كان يقول لفاطمة بنت أسد:
اجعلي مهده بقرب فراشي وكان يلي تربيته
ولم يفارقه منذ تلك الأيام وحتى بعد زواجه من خديجة وخروجه
عن دار عمه أبي طالب لم يترك علياً وان كان قريباً منه
لكن طلبه من والده وأخذه معه إلى داره
وتستمر هذه المصاحبة حتى تفيض روح النبي
صلّ الله عليه وآله وسلم على صدره، فهذا ماذا يعني؟
فمع غض النظر عن الأسرار التي تفرّد الشيعة
في فهمها من هذه النشأة، إنها تدل على معاني أخرى واضحة:
1 ـ أنها تدل على أن نشأة علي عليه السلام
تختلف عن نشأة غيره فهو نشأ في حجر التوحيد والإيمان
وفي حجر من لم يبلغ في معرفته لله أحد غيره ولا في طاعته
ولا في طهارته ولا في خلقه، فكيف يقارن صاحب هذه النشأة
مع أولئك الذين فتحوا أعينهم على الأصنام
والخمور وتربوا في حجر العواهر؟
2 ـ أنها تدل على الشبه بينهما ولا اعني شبه الصورة
بل شبه المعارف والأخلاق والفضائل النفسانية
ولذا قال له صلّ الله عليه وآله وسلم:
أنت أخي في الدنيا والآخرة
والأخ هو الشبيه وفي الدار الآخرة تكون الاخوة
تجسم لما يتصفون به من كمالات واحدة
و لنعم ما قال الأزري في قصيدته
لك ذات كذاتـه لولا أنها
مثـلـها لمـا آخـاهـا
وفعلا لا يوجد من هو أشبه به منه في خلقه وكمالاته
وعلمه لأنه أقرب الناس إليه وأبصرهم بصفاته
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أشفق الخلق
عليه فيفيض عليه ما به كماله
3 ـ هذه المعاشرة تكشف عن الحب الشديد بينهما
فأصبح أنس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي عليه السلام
وانس علي عليه السلام به صلى الله عليه وآله وسلم
4 ـ أنها تدل على أن علياً عليه السلام هو أعرف إنسان
بمنهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به وما نزل عليه
و ما تأويله، فالإنسان الذي يدعي الاتباع له صلى الله عليه وآله وسلم
وأنه حريص على طاعته فعليه أن يأخذ
من علي عليه السلام ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها
وكما يعرف منهجه يعرف مقامه وكرامته وكمالاته
بما لا يعرفه غيره، فإذا كان كذلك فسيكون
أ ـ أشد الناس حباً له
ب ـ أشد الناس طاعة واتباعاً له
جـ ـ أشد الناس تعظيماً وإجلالا له
وهذا ما شهد به واقع علي عليه السلام ودونك ليلة المبيت
على الفراش وواقعة أحد التي تخلى الناس فيها عنه
صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق إلا علي الذي عجبت من صبره
ومواساته ملائكة السماوات إنما فعل ذلك حبا له وطاعة
واتباعاً وأما تعظيمه له ففيه نزلت آيات في ذلك ودونك قوله:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات/3)
والخلاصة التي نريد أن نقولها أن اخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لعلي عليه السلام من الطفولة وتعهده بتربيته بحيث لا يريد
أن يبعد مهده عن فراشه ليست مسألة عادية بل هي من الأدلة
التي يستدل بها على خلافة علي عليه السلام للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم، فانه قد أعدّه لهذا المنصب
وهيأه لهذا المقام منذ الطفولة واهتمّ به منذ صباه بما لم يفعله
بغيره فعرّفه بكل ما يريد وأحاطه علماً بكل ما علمه
ولم يبخل عليه بالمكارم والفضائل فكان حقاً قائماً مقامه
وأنه خليفته وحاكي فعاله وصفاته وهو الذي يقول
صلى الله عليه وآله وسلم
علي نظري
وما سألت ربّي شيئا إلا سألت لك مثله إلا النبوة
جعلنا الله من التابعين له
والواردين على حوضه يوم العطش الأكبر
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
يطيب لنا مباركة جميع الأخوة المؤمنين
بمناسبة ذكرى ميلاد بطل الإسلام ورمز العدالة
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
داعين الباري سبحانه أن يعيد هذه الذكرى العطرة
على العراق الحبيب بالعز واليمن والبركة
في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول جاءت
فاطمة بنت أسد مبشرةً لأبي طالب زوجها عليه السلام
بولادة محمد صلى الله عليه وآله فقال لها
يا فاطمة اصبري لي سبتاً سآتيكِ بمثله إلا النبوة
ويمر السبت وهو ثلاثون سنة وتصبر فاطمة هذه المدة
تنتظر تحقق إخبار أبي طالب
وينتظر أبو طالب مجيء وزير ابن أخيه وشبيهه ومثيله •• وإذا بـ
فـاطـمة بنـت أســد
أقبلت فاطـمة حامـلة خيـر جنيـن
جاء مخلوقـاً من القدس لا الماء المهين
وتجلى منظر اللاهـوت بين العـالمين
كيف قد أودع في جنـب وصـدري
لست أدري
غاية الإدراك أن ادري باني لست أدري
فلا يمكن الإحاطة بمناقب علي عليه السلام
وكما لا يمكن الإحاطة بها عدداً
لا يمكن الإحاطة بها كنهها ومعرفة
فليس يدري بكنه ذاتك ما هو
يا بـن عـمّ النـبي إلا الله
فقد حاز علي مناقب ما حاز عليها غيره
كما ذكر ذلك رسول الله صلّ الله عليه وآله
لا على نحو الحصر والتحديد:
إن لك زوجة كفاطمة وليس لي زوجة مثلها ولك صهر مثلي وليس لي صهر مثلك
ومن المناقب التي خُص بها والتي حصلت عند ولادته
منقبتان وتنطوي تحتهما أمور كثيرة وتعني أسرار عميقة
الأولى
ولادته في بيت الله الحرام وعلى وجه التحديد في الكعبة المعظمة
وهذه وإن كانت في باطن الأمر ليست منقبة لعلي عليه السلام
بل هي منقبة للكعبة وللبيت الحرام، وأن البيت هو الذي
تشرف بولادته فيه، ولم يكن علي عليه السلام هو الذي تشرّف
بولادته فيه، نعم هي منقبة له من حيث تشريف البيت به كاشفة
عن حب الله عزّ وجل له، وهي منقبة لا بما يليق بمقامه بل
بما تفهمه عقول الناس وتتحمله وتدركه، ولما تنطوي عليه
هذه الظاهرة من معاني وأسرار فإذا نظرنا إلى خصوصيات
البيت الحرام وما وهبه الله عزّ وجل من عناية واهتمام
نعرف الكرامة التي لذلك الوليد من الله جلّ جلاله
وبالتالي نعرف كم أراد الله لهذا المولد
من نشر فضل وتذليل نفوس له
فلنرجع الآن إلى بيت الله ونلاحظ خصائصه ونشاهد
تعظيم الأنبياء له، وهو مع ذلك الاهتمام وذلك التعظيم
تستجير به فاطمة وتقسم على الله بالوليد
الذي في بطنها فينفتح لها الجدار لتضعه في جوف الكعبة
إن ولادته في الكعبة هو من سلسلة الاهتمام الإلهي به
وهو غاية ما ناله البيت الحرام من تعظيم وتكريم
من قبل الله عزّ وجل، وإليك من تلك السلسلة
1 ـ أنه أول بيت وضعه الله للناس ولم يوضع بيت الله قبله
فهو أشرف بيوت الله، وبيوته معظمة
حيث نسبها إليه وأضافها إلى نفسه
2 ـ ومن الاهتمام به أنه وضعه في أشرف المواضع وهي بكة:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ……)(آل عمران/96)
3 ـ إن الله عزّ وجل أمر خليله إبراهيم عليه السلام ببنائه
وهذا من تعظيمه له حيث أن الباني له
والرافع لقواعده هو شيخ الأنبياء
4 ـ ومن تعظيمه له أن جعله مباركاً
وهو الذي يبارك عليه وعلى زواره ومجاوريه
5 ـ وجعله هدىً للعالمين
6 ـ تعبد الخلق بالذهاب إليه والطواف فيه
والتبرك بملامسته بما فيهم أنبياءه وحججه
ومن ترك الذهاب إليه مع استطاعته ترك ركنأ من أركان الإسلام
وإن مات مات على غير ملة الإسلام
7 ـ ومن تعظيمه له حرم القتل فيه والصيد وجعله آمناً
ولا يحل فيه دم من يأوي إليه حتى من الطير والهوام
وهذا لحرمته عنده عزّ وجل
8 ـ جعله قبلة للمسلمين وأين ما كانوا يتوجهون إليه في صلاتهم
وليس فقط في الصلاة بل لا تحل لهم الذبائح إلا باستقبال القبلة
وحرّم عليهم التوجه استقبالا واستدباراً إليه عند التخلي تعظيماً له
9 ـ وزاد في تعظيمه أن جعل أفئدة أوليائه تهوي إليه
10 ـ جعله مطافاً للملائكة
11 ـ وعلى ما ورد أن الكعبة أنزلت من السماء من عالم الطهارة
12 ـ زيّنه بالحجر الأسعد الذي هو ياقوت من يواقيت الجنة
والذي لا يستقر إذا وضع إلا أن يكون الواضع له معصوم
13 ـ ومن اهتمامه به ماذا صنع الله عزّ وجل
بأصحاب الفيل حين قصدوه
14 ـ التأكيد على الاعتمار إليه طول السنة
15 ـ أوجب على قاصديه الإحرام وترك زينة الحياة الدنيا
16 ـ معراج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان منه:
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ....)(الإسراء/1)
إلى غير ذلك من صور التعظيم والتكريم من قبل الله
كعتقه من الغرق وجعل الصلاة فيه تعادل مائة ألف في غيره
ومع هذا التكريم وهذا التعظيم تأتي الإرادة الإلهية
بفاطمة بنت أسد إليه ويفتح لها الجدار وتلد في الكعبة
فما هو هذا الذي الوليد الذي أراد الله أن يعظّم به بيته
بعد هذه التعظيمات، فما هي عظمة هذا المولد؟ وهل يمكن وصفه؟
الأخرى
إن الحدث الغريب بمواصفات معينة يبقى في الأذهان ولا يزول ذكره
وكلما رأت الناس المكان أو تذكرته وتوجهت إليه تذكروا
تلك الحادثة الغريبة التي لم يحصل لها نظير، والإنسان
إذا أحب شخصاً ويريد أن لا ينساه يجعل له تذكار في مكان معظّم
وأمامه غالباً أو دائما، وبولادة علي عليه السلام في الكعبة
ارادالله أن لا يزيل الناس ذكره ولا يغفلوا عنه ولا يعرضوا عنه
وأن يعظّموه كما يعظموا المكان الذي ولد فيه
وكما عظّمه الله عزّ وجل بما خصه به من مناقب ومزايا
الثانية
وأما المنقبة الثانية في ولادته وأيام طفولته
فهي أعظم من الأولى حيث جاءت به فاطمة من بيت الله الحرام
إلى عرش الله وهذه من المناقب التي خص بها مع
الزهراء عليهما السلام حيث فتح عينه في بيت فيه
رسول الله صلى الله عليه وآله والمسألة ليست مسألة بركة
بوجوده المقدس ـ وإن كان هذا مما لاشك فيه
بل إن البيت الذي فيه اسم محمد يقدس ويبارك عليه فكيف
بالذي فيه الوجود المقدس له صلى الله عليه وآله ـ
وإنما أقصد توليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تربيته ورعايته
حتى ورد أنه صلى الله عليه وآله كان يقول لفاطمة بنت أسد:
اجعلي مهده بقرب فراشي وكان يلي تربيته
ولم يفارقه منذ تلك الأيام وحتى بعد زواجه من خديجة وخروجه
عن دار عمه أبي طالب لم يترك علياً وان كان قريباً منه
لكن طلبه من والده وأخذه معه إلى داره
وتستمر هذه المصاحبة حتى تفيض روح النبي
صلّ الله عليه وآله وسلم على صدره، فهذا ماذا يعني؟
فمع غض النظر عن الأسرار التي تفرّد الشيعة
في فهمها من هذه النشأة، إنها تدل على معاني أخرى واضحة:
1 ـ أنها تدل على أن نشأة علي عليه السلام
تختلف عن نشأة غيره فهو نشأ في حجر التوحيد والإيمان
وفي حجر من لم يبلغ في معرفته لله أحد غيره ولا في طاعته
ولا في طهارته ولا في خلقه، فكيف يقارن صاحب هذه النشأة
مع أولئك الذين فتحوا أعينهم على الأصنام
والخمور وتربوا في حجر العواهر؟
2 ـ أنها تدل على الشبه بينهما ولا اعني شبه الصورة
بل شبه المعارف والأخلاق والفضائل النفسانية
ولذا قال له صلّ الله عليه وآله وسلم:
أنت أخي في الدنيا والآخرة
والأخ هو الشبيه وفي الدار الآخرة تكون الاخوة
تجسم لما يتصفون به من كمالات واحدة
و لنعم ما قال الأزري في قصيدته
لك ذات كذاتـه لولا أنها
مثـلـها لمـا آخـاهـا
وفعلا لا يوجد من هو أشبه به منه في خلقه وكمالاته
وعلمه لأنه أقرب الناس إليه وأبصرهم بصفاته
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أشفق الخلق
عليه فيفيض عليه ما به كماله
3 ـ هذه المعاشرة تكشف عن الحب الشديد بينهما
فأصبح أنس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي عليه السلام
وانس علي عليه السلام به صلى الله عليه وآله وسلم
4 ـ أنها تدل على أن علياً عليه السلام هو أعرف إنسان
بمنهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما جاء به وما نزل عليه
و ما تأويله، فالإنسان الذي يدعي الاتباع له صلى الله عليه وآله وسلم
وأنه حريص على طاعته فعليه أن يأخذ
من علي عليه السلام ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم:
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها
وكما يعرف منهجه يعرف مقامه وكرامته وكمالاته
بما لا يعرفه غيره، فإذا كان كذلك فسيكون
أ ـ أشد الناس حباً له
ب ـ أشد الناس طاعة واتباعاً له
جـ ـ أشد الناس تعظيماً وإجلالا له
وهذا ما شهد به واقع علي عليه السلام ودونك ليلة المبيت
على الفراش وواقعة أحد التي تخلى الناس فيها عنه
صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبق إلا علي الذي عجبت من صبره
ومواساته ملائكة السماوات إنما فعل ذلك حبا له وطاعة
واتباعاً وأما تعظيمه له ففيه نزلت آيات في ذلك ودونك قوله:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات/3)
والخلاصة التي نريد أن نقولها أن اخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لعلي عليه السلام من الطفولة وتعهده بتربيته بحيث لا يريد
أن يبعد مهده عن فراشه ليست مسألة عادية بل هي من الأدلة
التي يستدل بها على خلافة علي عليه السلام للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم، فانه قد أعدّه لهذا المنصب
وهيأه لهذا المقام منذ الطفولة واهتمّ به منذ صباه بما لم يفعله
بغيره فعرّفه بكل ما يريد وأحاطه علماً بكل ما علمه
ولم يبخل عليه بالمكارم والفضائل فكان حقاً قائماً مقامه
وأنه خليفته وحاكي فعاله وصفاته وهو الذي يقول
صلى الله عليه وآله وسلم
علي نظري
وما سألت ربّي شيئا إلا سألت لك مثله إلا النبوة
جعلنا الله من التابعين له
والواردين على حوضه يوم العطش الأكبر
[/center][center]
- Jalal Alzobaidyعضو فضي
- عدد المساهمات : 2702
المزاج : رومانسي
العمر : 52
تاريخ الميلاد : 11/03/1972
النقاط : 4250
العمل : ضابط جيش
ألقاب اضافية :
MMS :
رد: مُبــــــــــــــــ علي بن ابي طالب ـــــــــــــارك ولادة النور""""
الثلاثاء يونيو 05, 2012 2:31 am
كل عام وانت والعالم الاسلامي بالف خير وبارك الله فيكي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى