- Jalal Alzobaidyعضو فضي
- عدد المساهمات : 2702
المزاج : رومانسي
العمر : 52
تاريخ الميلاد : 11/03/1972
النقاط : 4250
العمل : ضابط جيش
ألقاب اضافية :
MMS :
المخدرات وتأثيرهااااا على المجتمع
الأحد مارس 25, 2012 6:57 pm
يتزايد تعاطي المخدرات بمختلف انواعها في كل ارجاء العالم . وتشير تقارير الأمم المتحدة حول موضوع المخدرات في العالم، الى ان هناك تزايداً ملحوظاً في عدد المتعاطين لها في العالم . فقد سجل آخر تقرير للمنظمة الدولية ان عدد المتعاطين في نهاية كانون الماضي 2004 بلغ 185 مليوناً بضمنهم نصف مليون في المنطقة العربية.اي بزيادة قدرها خمسة ملايين عن التقرير السابق لعام 2003 .
واشار التقرير الى ان هذه النسبة تمثل 3% من عدد سكان العالم ..وحذر التقرير من ظهور خطوط جديدة للتهريب، نتيجة تأثير الحروب الاهلية، والصراعات الأقليمية، وتنامي تطور اسواق المخدرات المصنعة كيمائياً وعلى رأسها الفيتامينات وحبوب” النشوة “ مستهدفة بذلك الشباب الذين يعانون من البطالة والفراغ ..وتشير اغلب تقارير الأمم المتحدة، لاسيما تقارير منظمة الصحة العالمية الى الترابط المعقد بين الارهاب والجريمة المنظمة والفساد وتهريب المخدرات ..وأكد حامد قدسي رئيس الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات منتصف العام الماضي” ان الهيئة الدولية تأمل في ان يضع قادة العراق قضية المخدرات على رأس قائمة الأولويات “
طبيعة الادمان على المخدرات
يعرف الادمان بانه حالة جسمية او نفسية او الاثنتين معاً،لمادة ما بحيث يشعر المدمن برغبة قهرية لتناول تلك المادة كما انه يضطر لزيادة الجرعة المتناولة بين مدة وأخرى، لكي تؤدي المادة الغرض المطلوب. وبدون تناول المدمن للمادة فانه يعاني من آلام جسدية أو نفسية، اذا حاول الامتناع او الاقلال من تناولها، كما انه يفقد تكيفه الأجتماعي، فينطوي على ذاته، فاقداً حيويته الاتصالية مع عائلته، منعزلاً عن الناس والعالم .
مراحل تطور الادمان
يمر الادمان باربع مراحل هي :
1- مرحلة التجربة / اذ يقوم الشخص فيها بتناول المواد المخدرة على سبيل التجربة للتباهي او للقضاء على القلق أو الاضطراب النفسي والعصبي، او للحصول على نشوة او متعة ما . غير مقدر عواقب تجربته هذه . وغالباً ماتتم التجربة بمساعدة وتشجيع من اصدقاء ومعارف مقربين، يزينون للمجرب فوائد تجربته، مؤكدين له انها تجربة ليس الا .
2- مرحلة التعاطي القصدي : ويتم فيها قيام الشخص بالبحث عن المواد المخدرة للحصول عليها وتعاطيها دون دفع او تشجيع من اشخاص آخرين . وتختلف هذه المرحلة، تبعاً لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية ودور الرقابة بين شخص وآخر .
3- مرحلة الادمان/ وهي المرحلة التي يصبح فيها المدمن مواظباً على تعاطي المادة المخدرة بشكل دوري، يصل احياناً الى تناولها يومياً او في كل وقت في اقصى الحالات. فبدون تعاطيه لها في اوقاتها يفقد الكثير من نشاطه وحيويته وقدرته على التواصل مع ذاته ومع المجتمع .
4- مرحلة الاحتراق / وهي مرحلة الذروة التي يصلها المدمن نتيجة تعاطيه المستمر للمخدرات . اذ تصبح المخدرات في هذه الحالة غير قادرة على اعطائه مايرغب فيه من تكيف ونشوة، ويصبح فيها مجبراً على تناولها بشكل دائم قد يصل الى طوال اليوم .
ويكون في هذه الحالة قد وصل الى مرحلة الأدمان المزمن الذي يتطلب علاجاً طويلاً ومكلفاً ، والا فمصيره الموت .
وقد تدفع هذه المرحلة المدمن الى الانتحار، او القيام بابشع الجرائم مثل قتل ذويه وعائلته أو اصدقائه المقربين له.
وينتج الادمان عن ثلاث مجموعات من المخدرات .
1/ المخدرات / مثل الهيرويين، والمورفين، والكوكائين
2/ المسكنات / وتشتمل على الباربتيورات، وحبوب النوم والمهدئات الاخرى .
3/ الكحول / ويشمل معظم انواع المشروبات الكحولية .
كما ان للمخدرات اسماء تجارية وطبية عديدة لايمكن التوسع فيها خلال هذاه الدراسة ..
تأثيرات المخدرات
وتتلخص تأثيرات الأدمان على المخدرات بمايلي :
1/ يصبح الهاجس الاول للمدمنين على المخدرات هو الحصول على اكبر كمية منها وبشتى السبل، وهذا مايدفعهم الى احضان الجريمة بكل انواعها، نظراً لشحة هذه المواد وارتفاع اثمانها.
2/ يهمل المدمنون نتيجة لبقائهم تحت تأثير المخدر صحتهم واعمالهم وعائلاتهم واصدقاءهم فضلاً عن اهمالهم لمظهرهم الخارجي، وهذا كله يؤدي الى صعوبة في الحفاظ على اعمالهم، او تحمل مسؤولية عوائلهم .
3/ يصاب غالبية المدمنين بسوء التغذية لانعدام شهيتهم للطعام ، وهذا مايعرض صحتهم العامة لمخاطر عديدة، فيصبحون اكثر عرضه للاصابة بالامراض المتوطنة والسارية.
4/ يصاب المدمنون الذين يتناولون المخدرات عن طريق الحقن بالوريد، بامراض عديدة مثل التهاب الكبد، والأيدز، والكزاز لاستخدام الأبر غير المعقمة.
5/ تحظر غالبية القوانين في مختلف البلدان تداول المخدرات دون ترخيص طبي، ولذلك يحاول المدمنون الحصول على هذه التراخيص بشكل غير قانوني، وباسعار عالية، ويؤدي هذا الى ارتمائهم في احضان عصابات التزوير والجريمة، كما انهم قد يعملون في اوكار القمار والدعارة لتوفير المال الكافي لاحتياجاتهم من المخدرات .
الادمان في العراق
يواجه العراق نظراً لانفتاح حدوده على دول الجوار، وتردي الوضع الأمني، ونتشار عصابات الجريمة المنظمة، مشكلة حقيقية في مواجهة المخدرات، فضلاً عن مشاكله العديدة منذ سقوط النظام السابق وحتى الآن .
ويمثل العراق الآن، نتيجة لمجمل ظروفه الصعبة، بيئة مناسبة لتواجد المخدرات وانتشارها بين مواطنيه . لاسيما مع تزايد التقارير الصحفية المتعلقة بشأن مصادرة كميات كبيرة من المخدرات، من قبل الشرطة العراقية .
وهذا مايجعله بيئة مناسبة، وسوقاً مرشحة لتداول المخدرات، فضلاً عن عدم وجود ستراتيجية فعالة وواضحة للحد من انتشارها ومعالجة آثار تفاقمها وانعكاساتها الخطيرة على المواطنين .
ولعل في مقدمة الشرائح التي تعصف فيها المخدرات، شريحة الشباب، وهي القوة الفاعلة والعصب الرئيس للمجتمع.
وفضلاً عن العوامل السياسية، هناك العديد من العوامل التي تجعل من العراق مرشحاً لان يكون بيئة مناسبة لتفشي المخدرات بانواعها كافة. وابرز هذه العوامل.
1- غياب القانون، وعدم كفاءة الأجهرة الأمنية، خصوصاً في هذا الجانب، وعدم وجود عقوبات رادعة بحق مروجي المحدرات ومهربيها فضلاً عن عدم وجود قواعد معلومات وبيانات خاصة عن هذا الموضوع .
2- ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي، كالأسرة والمدرسة والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، وتلكؤها في القيام بواجباتها الاساسية في هذا الجانب، لاسيما في توعية الافراد والجماعات بشأن مخاطر الادمان على المخدرات وانعكاساته على المجتمع .
3/ عدم القيام بحملات توعية طويلة الامد، من قبل وسائل الاعلام كافة، فعن طريق هذه الوسائل التي تدخل في كل مكان، يمكن ايضاح مخاطر المخدرات على عموم الافراد والمجتمع . لكننا وللاسف نجد ان غالبية وسائل الاعلام في العراق خاصة لاتعطي هذا الجانب مايستحقه بالرغم من مخاطره العديدة .
4/ انعدام المؤسسات الخاصة بمراقبة تداول المخدرات لاحصاء الحالات المسببة لها، واجراء البحوث والدراسات على انواعها المتواجدة في البلاد، ومعرفة وسائل نقلها وترويجها ومصادرها الحقيقية .
ويترافق هذا مع غياب كامل للمؤسسات الصحية التي يقع على عاتقها معالجة المصابين قبل ان يتحولوا الى مرضى مزمنين يكونون عالة على انفسهم واسرهم ومجتمعهم .
5/ اوضاع العراق السابقة والراهنة التي سببت للمجتمع العراقي ازمات اقتصادية واجتماعية شديدة، كتدهور الأمن، وازدياد اعداد العاطلين عن العمل، وانعدام الرقابة على الاطفال والاحداث نتيجة للتفكك الاسري، وتراجع اساليب ووسائل التربية والتعليم، وتسرب التلاميذ والطلبة من مدارسهم تحت ظروف شتى، وانكفاء الوازع الاخلاقي والوطني والانساني .
6/ سعة الفراغ الذي يعيشه الاحداث والشباب في العراق بسبب انتشار البطالة اولاً، وانعدام مراكز الشباب والمكتبات ومراكز الترفيه الاخرى كدور السينما والمسارح والمتنزهات، فضلاً عن الانقطاع الدائم للكهرباء، وهو مايعيق فرصة ملاحقة البرامج التلفزيونية على مختلف القنوات .
وباستثناء الكحول وبعض المواد الطبية المهدئة والمخدرات ، لم يكن العراقيون، وحتى سقوط النظام السابق يعرفون او يتعاطون الانواع الأخرى من المخدرات . ويعود الأمر في ذلك الى العقوبات الرادعة والقوانين الصارمة الموضوعة للحد من انتشار هذه الانواع من المخدرات، فضلاً عن الرقابة الصارمة على الحدود العراقية بمختلف الوسائل والسبل .
ونتيجة لذلك التصرف الوقائي، لم تنشأ في العراق موسسات صحية ضخمة لمعالجة المدمنين على المخدرات، لضآلة حجم تداولها، وقلة متعاطيها أصلاً .
ومع سقوط النظام السابق، وتردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتدهور الأمن وانعدام الاستقرار، انتشرت المخدرات في العراق بشكل واضح ولافت للنظر، اذ صرح مدير برنامج مكافحة المخدرات التابع لوزارة الصحة ان عدد المسجلين لدى الوزارة كمدمنين على المخدرات بلغ 2920 حسب احصائية اجرتها الوزارة بين الأول من آيار 2003 لغاية 13 آب 2004 .
ادمان الاحداث والمراهقين
تواجد في العراق الكثير من الأحداث والمراهقين الذين يشكلون بيئة مناسبة لتفشي المخدرات، على الرغم من كون هذه المخدرات تتألف من مواد عادية وبسيطة غير مخصصة للأستخدام الطبي كالتنرو السيكوتين، او بعض المواد المستخدمة للعلاج الطبي المؤقت كالمسكنات والمهدئات.
وفي بحث عنوانه” اطفال الشوارع المعتادين على تناول المواد الضارة بالصحة وطرق معالجتهم للباحثة رقية نجم محمد - الباحثة الأقدم في دائرة الرعاية الاجتماعية - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أجرته خلال العام 2004 على 50 طفلاً من المتعاطين للمواد المضرة بالصحة العامة تبين مايلي:
1- تبين ان 42 % من المبحوثين كانوا يمارسون مهنة التسول و32% يمارسون عمل بيع علب معدنيه فارغه و14% يمارسون عمل دوار و12% كانوا يمارسون عمل بائع سكائر .
2- ظهر ان 30% من المبحوثين والدهما امتوفيان في حين تبين ان 18% منهم كان احد الابوين متوفياً وهو الام و26% كان الاب متوفياً .
3- اظهرت نتائج الدراسة ان 48% من المبحوثين يسكنون في غرف و34% كانوا يسكنون في سكن مشترك و18% كان يسكنون المبحوثون في شقه .
4-تبين ان 64% من المبحوثين كانت علاقتهم بوالديهم سيئه اما طبيعة الاساءات التي يتعرض لها المبحوثون تتمثل في الطرد من السكن وبنسبة 28% والاجبار على الاستجداء بنسبة 16% والسب والشتم بنسبة 13% .
5- اظهرت نتائج الدراسة ان 70% من المبحوثين كان آباؤهم اميين و74% منهم كانت امهاتهم اميات .
6- تبين من نتائج الدراسة ان 74% من المبحوثين كان والدهما مطلقين .
7- اظهرت نتائج الدراسة ان 58% من المبحوثين كانت توجد على اجسامهم علامات عنف وان طبيعة مصدر هذا العنف هو الوالد وبنسبة 24% والوالدة بنسبة 31% ومن قبل زوجة الاب وبنسبة 14% .
8- تبين ان 70% من المبحوثين كان لديهم هروب من اسرهم وان الجهة التي كان يقصدها المبحوث بعد الهروب هو الشارع بنسبة 14% .
9- اظهرت نتائج الدراسة ان 42% من المبحوثين كان قضاء اوقات فراغهم هو الشارع في حين ان 40% منهم كان يقضون اوقات فراغهم في التسول .
10- تبين من نتائج الدراسة ان 45% من المبحوثين كانوا معتادين على تناول السيكوتين والتدخين و30% منهم كانوا معتادين على تناول الحبوب المهدئه والتدخين في حين لوحظ ان 16% منهم كانوا يعتادون على تناول التنر والتدخين وان الفترة الزمنية هي اقل من سنة لـ 34% منهم وسنة لـ 26% منهم في حين تبين ان الفترة الزمنية كانت سنتين لـ 22% المبحوثين و50% من المبحوثين كانوا ينفقون مبالغ مابين 1000 -2000 دينار يوميا.
11- اظهرت نتائج الدراسة ان 96% من المبحوثين كانوا يتناولون لتلك المواد يوميا اما طبيعة التناول فكانت مع مجموعه من معارفهم وبنسبة 82% هذا واكد 76%منهم ان مادة التنر والسيكوتين هي المفضله لديهم في حين تبين ان 24% منهم كانت المادة المفضلة لديهم هي الحبوب والحشيشة
12- تبين من نتائج الدراسة ان 58% من المبحوثين كانت الجهة التي يحصلون عليها من هذه المواد هي محال التجارة و22% اكدوا ان الجهة التي يحصلون منها على هذه المواد هي الصيدليات و20% من المبحوثين كانت الجهة التي يحصلون عليها من بعض الاصدقاء والمعارف .
13- اظهرت نتائج الدراسة ان 54% من المبحوثين لايرغبون في ترك اعتيادهم لتلك المواد وذلك لشعورهم بالراحة والسعادة وبنسبة 41 % لانها تساعدهم على النوم وبنسبة 26% لمساعدتهم على الهروب من الواقع الذي يعيشون فيه وبنسبة 33% .
14-أ ظهرت نتائج الدراسة ان المبحوثين كان ينتابهم شعور بالارتياح بعد تناولهم لتلك المواد المضرة بصحتهم في حين لوحظ ان 18 % كانوا يشعرون بالفرح و16% كان الشعور الذي ينتابهم هو النشوة و12% كانت تراودهم احلام اليقضة عند تناولهم لتلك المواد. اما اهم الاوقات المفضلة لديهم في الاعتبار لهذه المواد هو المساء وبنسبة 34% و26% ظهرا واواخر الليل بنسبة 30%.
15 - تبين من نتائج الدراسة ان المبحوثين كانوا يراودهم القلق وبنسبة 30% منهم عند عدم حصولهم على تلك المواد و32% كان يراودهم الغضب والاكتئاب بنسبة 20% في حين لوحظ ان 18 % كانوا لايستطيعون التركيز بصورة جيدة عند عدم حصولهم على تلك المواد .
16- لقد تمت اثبات صحة الفروض التي جاءت في منهجية البحث المتعلقة في عدد اطفال الشوارع المعتادين على تناول المواد المضرة بصحتهم وتفضيلهم لمادتي الثنر والسيكوتين وان اغلبهم منحدرون من اسر فقيرة ومفككة واغلبهم من المتسربين من الدراسة والاميين .
وأوصت الباحثة في ختام بحثها بضرورة انشاء مركز علاجي لهؤلاء.
الخلاصة
ان موضوع إدمان الاحداث والمراهقين على المخدرات والمواد المضرة بالصحة العامة، موضوع شائك ومعقد، لما يتطلبه من دراسات ميدانية تتضمن بيانات واحصاءات حقيقية عن مدى انتشار المخدرات في العراق، وعن عدد المدمنين فيه على وجه الدقة واليقين . فضلاً عن البرامج المعدة من قبل الدولة ودوائرها المختصة لمواجهة هذا الخطر المتنامي.
[img] [/img]
واشار التقرير الى ان هذه النسبة تمثل 3% من عدد سكان العالم ..وحذر التقرير من ظهور خطوط جديدة للتهريب، نتيجة تأثير الحروب الاهلية، والصراعات الأقليمية، وتنامي تطور اسواق المخدرات المصنعة كيمائياً وعلى رأسها الفيتامينات وحبوب” النشوة “ مستهدفة بذلك الشباب الذين يعانون من البطالة والفراغ ..وتشير اغلب تقارير الأمم المتحدة، لاسيما تقارير منظمة الصحة العالمية الى الترابط المعقد بين الارهاب والجريمة المنظمة والفساد وتهريب المخدرات ..وأكد حامد قدسي رئيس الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات منتصف العام الماضي” ان الهيئة الدولية تأمل في ان يضع قادة العراق قضية المخدرات على رأس قائمة الأولويات “
طبيعة الادمان على المخدرات
يعرف الادمان بانه حالة جسمية او نفسية او الاثنتين معاً،لمادة ما بحيث يشعر المدمن برغبة قهرية لتناول تلك المادة كما انه يضطر لزيادة الجرعة المتناولة بين مدة وأخرى، لكي تؤدي المادة الغرض المطلوب. وبدون تناول المدمن للمادة فانه يعاني من آلام جسدية أو نفسية، اذا حاول الامتناع او الاقلال من تناولها، كما انه يفقد تكيفه الأجتماعي، فينطوي على ذاته، فاقداً حيويته الاتصالية مع عائلته، منعزلاً عن الناس والعالم .
مراحل تطور الادمان
يمر الادمان باربع مراحل هي :
1- مرحلة التجربة / اذ يقوم الشخص فيها بتناول المواد المخدرة على سبيل التجربة للتباهي او للقضاء على القلق أو الاضطراب النفسي والعصبي، او للحصول على نشوة او متعة ما . غير مقدر عواقب تجربته هذه . وغالباً ماتتم التجربة بمساعدة وتشجيع من اصدقاء ومعارف مقربين، يزينون للمجرب فوائد تجربته، مؤكدين له انها تجربة ليس الا .
2- مرحلة التعاطي القصدي : ويتم فيها قيام الشخص بالبحث عن المواد المخدرة للحصول عليها وتعاطيها دون دفع او تشجيع من اشخاص آخرين . وتختلف هذه المرحلة، تبعاً لاختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية ودور الرقابة بين شخص وآخر .
3- مرحلة الادمان/ وهي المرحلة التي يصبح فيها المدمن مواظباً على تعاطي المادة المخدرة بشكل دوري، يصل احياناً الى تناولها يومياً او في كل وقت في اقصى الحالات. فبدون تعاطيه لها في اوقاتها يفقد الكثير من نشاطه وحيويته وقدرته على التواصل مع ذاته ومع المجتمع .
4- مرحلة الاحتراق / وهي مرحلة الذروة التي يصلها المدمن نتيجة تعاطيه المستمر للمخدرات . اذ تصبح المخدرات في هذه الحالة غير قادرة على اعطائه مايرغب فيه من تكيف ونشوة، ويصبح فيها مجبراً على تناولها بشكل دائم قد يصل الى طوال اليوم .
ويكون في هذه الحالة قد وصل الى مرحلة الأدمان المزمن الذي يتطلب علاجاً طويلاً ومكلفاً ، والا فمصيره الموت .
وقد تدفع هذه المرحلة المدمن الى الانتحار، او القيام بابشع الجرائم مثل قتل ذويه وعائلته أو اصدقائه المقربين له.
وينتج الادمان عن ثلاث مجموعات من المخدرات .
1/ المخدرات / مثل الهيرويين، والمورفين، والكوكائين
2/ المسكنات / وتشتمل على الباربتيورات، وحبوب النوم والمهدئات الاخرى .
3/ الكحول / ويشمل معظم انواع المشروبات الكحولية .
كما ان للمخدرات اسماء تجارية وطبية عديدة لايمكن التوسع فيها خلال هذاه الدراسة ..
تأثيرات المخدرات
وتتلخص تأثيرات الأدمان على المخدرات بمايلي :
1/ يصبح الهاجس الاول للمدمنين على المخدرات هو الحصول على اكبر كمية منها وبشتى السبل، وهذا مايدفعهم الى احضان الجريمة بكل انواعها، نظراً لشحة هذه المواد وارتفاع اثمانها.
2/ يهمل المدمنون نتيجة لبقائهم تحت تأثير المخدر صحتهم واعمالهم وعائلاتهم واصدقاءهم فضلاً عن اهمالهم لمظهرهم الخارجي، وهذا كله يؤدي الى صعوبة في الحفاظ على اعمالهم، او تحمل مسؤولية عوائلهم .
3/ يصاب غالبية المدمنين بسوء التغذية لانعدام شهيتهم للطعام ، وهذا مايعرض صحتهم العامة لمخاطر عديدة، فيصبحون اكثر عرضه للاصابة بالامراض المتوطنة والسارية.
4/ يصاب المدمنون الذين يتناولون المخدرات عن طريق الحقن بالوريد، بامراض عديدة مثل التهاب الكبد، والأيدز، والكزاز لاستخدام الأبر غير المعقمة.
5/ تحظر غالبية القوانين في مختلف البلدان تداول المخدرات دون ترخيص طبي، ولذلك يحاول المدمنون الحصول على هذه التراخيص بشكل غير قانوني، وباسعار عالية، ويؤدي هذا الى ارتمائهم في احضان عصابات التزوير والجريمة، كما انهم قد يعملون في اوكار القمار والدعارة لتوفير المال الكافي لاحتياجاتهم من المخدرات .
الادمان في العراق
يواجه العراق نظراً لانفتاح حدوده على دول الجوار، وتردي الوضع الأمني، ونتشار عصابات الجريمة المنظمة، مشكلة حقيقية في مواجهة المخدرات، فضلاً عن مشاكله العديدة منذ سقوط النظام السابق وحتى الآن .
ويمثل العراق الآن، نتيجة لمجمل ظروفه الصعبة، بيئة مناسبة لتواجد المخدرات وانتشارها بين مواطنيه . لاسيما مع تزايد التقارير الصحفية المتعلقة بشأن مصادرة كميات كبيرة من المخدرات، من قبل الشرطة العراقية .
وهذا مايجعله بيئة مناسبة، وسوقاً مرشحة لتداول المخدرات، فضلاً عن عدم وجود ستراتيجية فعالة وواضحة للحد من انتشارها ومعالجة آثار تفاقمها وانعكاساتها الخطيرة على المواطنين .
ولعل في مقدمة الشرائح التي تعصف فيها المخدرات، شريحة الشباب، وهي القوة الفاعلة والعصب الرئيس للمجتمع.
وفضلاً عن العوامل السياسية، هناك العديد من العوامل التي تجعل من العراق مرشحاً لان يكون بيئة مناسبة لتفشي المخدرات بانواعها كافة. وابرز هذه العوامل.
1- غياب القانون، وعدم كفاءة الأجهرة الأمنية، خصوصاً في هذا الجانب، وعدم وجود عقوبات رادعة بحق مروجي المحدرات ومهربيها فضلاً عن عدم وجود قواعد معلومات وبيانات خاصة عن هذا الموضوع .
2- ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي، كالأسرة والمدرسة والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، وتلكؤها في القيام بواجباتها الاساسية في هذا الجانب، لاسيما في توعية الافراد والجماعات بشأن مخاطر الادمان على المخدرات وانعكاساته على المجتمع .
3/ عدم القيام بحملات توعية طويلة الامد، من قبل وسائل الاعلام كافة، فعن طريق هذه الوسائل التي تدخل في كل مكان، يمكن ايضاح مخاطر المخدرات على عموم الافراد والمجتمع . لكننا وللاسف نجد ان غالبية وسائل الاعلام في العراق خاصة لاتعطي هذا الجانب مايستحقه بالرغم من مخاطره العديدة .
4/ انعدام المؤسسات الخاصة بمراقبة تداول المخدرات لاحصاء الحالات المسببة لها، واجراء البحوث والدراسات على انواعها المتواجدة في البلاد، ومعرفة وسائل نقلها وترويجها ومصادرها الحقيقية .
ويترافق هذا مع غياب كامل للمؤسسات الصحية التي يقع على عاتقها معالجة المصابين قبل ان يتحولوا الى مرضى مزمنين يكونون عالة على انفسهم واسرهم ومجتمعهم .
5/ اوضاع العراق السابقة والراهنة التي سببت للمجتمع العراقي ازمات اقتصادية واجتماعية شديدة، كتدهور الأمن، وازدياد اعداد العاطلين عن العمل، وانعدام الرقابة على الاطفال والاحداث نتيجة للتفكك الاسري، وتراجع اساليب ووسائل التربية والتعليم، وتسرب التلاميذ والطلبة من مدارسهم تحت ظروف شتى، وانكفاء الوازع الاخلاقي والوطني والانساني .
6/ سعة الفراغ الذي يعيشه الاحداث والشباب في العراق بسبب انتشار البطالة اولاً، وانعدام مراكز الشباب والمكتبات ومراكز الترفيه الاخرى كدور السينما والمسارح والمتنزهات، فضلاً عن الانقطاع الدائم للكهرباء، وهو مايعيق فرصة ملاحقة البرامج التلفزيونية على مختلف القنوات .
وباستثناء الكحول وبعض المواد الطبية المهدئة والمخدرات ، لم يكن العراقيون، وحتى سقوط النظام السابق يعرفون او يتعاطون الانواع الأخرى من المخدرات . ويعود الأمر في ذلك الى العقوبات الرادعة والقوانين الصارمة الموضوعة للحد من انتشار هذه الانواع من المخدرات، فضلاً عن الرقابة الصارمة على الحدود العراقية بمختلف الوسائل والسبل .
ونتيجة لذلك التصرف الوقائي، لم تنشأ في العراق موسسات صحية ضخمة لمعالجة المدمنين على المخدرات، لضآلة حجم تداولها، وقلة متعاطيها أصلاً .
ومع سقوط النظام السابق، وتردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتدهور الأمن وانعدام الاستقرار، انتشرت المخدرات في العراق بشكل واضح ولافت للنظر، اذ صرح مدير برنامج مكافحة المخدرات التابع لوزارة الصحة ان عدد المسجلين لدى الوزارة كمدمنين على المخدرات بلغ 2920 حسب احصائية اجرتها الوزارة بين الأول من آيار 2003 لغاية 13 آب 2004 .
ادمان الاحداث والمراهقين
تواجد في العراق الكثير من الأحداث والمراهقين الذين يشكلون بيئة مناسبة لتفشي المخدرات، على الرغم من كون هذه المخدرات تتألف من مواد عادية وبسيطة غير مخصصة للأستخدام الطبي كالتنرو السيكوتين، او بعض المواد المستخدمة للعلاج الطبي المؤقت كالمسكنات والمهدئات.
وفي بحث عنوانه” اطفال الشوارع المعتادين على تناول المواد الضارة بالصحة وطرق معالجتهم للباحثة رقية نجم محمد - الباحثة الأقدم في دائرة الرعاية الاجتماعية - وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أجرته خلال العام 2004 على 50 طفلاً من المتعاطين للمواد المضرة بالصحة العامة تبين مايلي:
1- تبين ان 42 % من المبحوثين كانوا يمارسون مهنة التسول و32% يمارسون عمل بيع علب معدنيه فارغه و14% يمارسون عمل دوار و12% كانوا يمارسون عمل بائع سكائر .
2- ظهر ان 30% من المبحوثين والدهما امتوفيان في حين تبين ان 18% منهم كان احد الابوين متوفياً وهو الام و26% كان الاب متوفياً .
3- اظهرت نتائج الدراسة ان 48% من المبحوثين يسكنون في غرف و34% كانوا يسكنون في سكن مشترك و18% كان يسكنون المبحوثون في شقه .
4-تبين ان 64% من المبحوثين كانت علاقتهم بوالديهم سيئه اما طبيعة الاساءات التي يتعرض لها المبحوثون تتمثل في الطرد من السكن وبنسبة 28% والاجبار على الاستجداء بنسبة 16% والسب والشتم بنسبة 13% .
5- اظهرت نتائج الدراسة ان 70% من المبحوثين كان آباؤهم اميين و74% منهم كانت امهاتهم اميات .
6- تبين من نتائج الدراسة ان 74% من المبحوثين كان والدهما مطلقين .
7- اظهرت نتائج الدراسة ان 58% من المبحوثين كانت توجد على اجسامهم علامات عنف وان طبيعة مصدر هذا العنف هو الوالد وبنسبة 24% والوالدة بنسبة 31% ومن قبل زوجة الاب وبنسبة 14% .
8- تبين ان 70% من المبحوثين كان لديهم هروب من اسرهم وان الجهة التي كان يقصدها المبحوث بعد الهروب هو الشارع بنسبة 14% .
9- اظهرت نتائج الدراسة ان 42% من المبحوثين كان قضاء اوقات فراغهم هو الشارع في حين ان 40% منهم كان يقضون اوقات فراغهم في التسول .
10- تبين من نتائج الدراسة ان 45% من المبحوثين كانوا معتادين على تناول السيكوتين والتدخين و30% منهم كانوا معتادين على تناول الحبوب المهدئه والتدخين في حين لوحظ ان 16% منهم كانوا يعتادون على تناول التنر والتدخين وان الفترة الزمنية هي اقل من سنة لـ 34% منهم وسنة لـ 26% منهم في حين تبين ان الفترة الزمنية كانت سنتين لـ 22% المبحوثين و50% من المبحوثين كانوا ينفقون مبالغ مابين 1000 -2000 دينار يوميا.
11- اظهرت نتائج الدراسة ان 96% من المبحوثين كانوا يتناولون لتلك المواد يوميا اما طبيعة التناول فكانت مع مجموعه من معارفهم وبنسبة 82% هذا واكد 76%منهم ان مادة التنر والسيكوتين هي المفضله لديهم في حين تبين ان 24% منهم كانت المادة المفضلة لديهم هي الحبوب والحشيشة
12- تبين من نتائج الدراسة ان 58% من المبحوثين كانت الجهة التي يحصلون عليها من هذه المواد هي محال التجارة و22% اكدوا ان الجهة التي يحصلون منها على هذه المواد هي الصيدليات و20% من المبحوثين كانت الجهة التي يحصلون عليها من بعض الاصدقاء والمعارف .
13- اظهرت نتائج الدراسة ان 54% من المبحوثين لايرغبون في ترك اعتيادهم لتلك المواد وذلك لشعورهم بالراحة والسعادة وبنسبة 41 % لانها تساعدهم على النوم وبنسبة 26% لمساعدتهم على الهروب من الواقع الذي يعيشون فيه وبنسبة 33% .
14-أ ظهرت نتائج الدراسة ان المبحوثين كان ينتابهم شعور بالارتياح بعد تناولهم لتلك المواد المضرة بصحتهم في حين لوحظ ان 18 % كانوا يشعرون بالفرح و16% كان الشعور الذي ينتابهم هو النشوة و12% كانت تراودهم احلام اليقضة عند تناولهم لتلك المواد. اما اهم الاوقات المفضلة لديهم في الاعتبار لهذه المواد هو المساء وبنسبة 34% و26% ظهرا واواخر الليل بنسبة 30%.
15 - تبين من نتائج الدراسة ان المبحوثين كانوا يراودهم القلق وبنسبة 30% منهم عند عدم حصولهم على تلك المواد و32% كان يراودهم الغضب والاكتئاب بنسبة 20% في حين لوحظ ان 18 % كانوا لايستطيعون التركيز بصورة جيدة عند عدم حصولهم على تلك المواد .
16- لقد تمت اثبات صحة الفروض التي جاءت في منهجية البحث المتعلقة في عدد اطفال الشوارع المعتادين على تناول المواد المضرة بصحتهم وتفضيلهم لمادتي الثنر والسيكوتين وان اغلبهم منحدرون من اسر فقيرة ومفككة واغلبهم من المتسربين من الدراسة والاميين .
وأوصت الباحثة في ختام بحثها بضرورة انشاء مركز علاجي لهؤلاء.
الخلاصة
ان موضوع إدمان الاحداث والمراهقين على المخدرات والمواد المضرة بالصحة العامة، موضوع شائك ومعقد، لما يتطلبه من دراسات ميدانية تتضمن بيانات واحصاءات حقيقية عن مدى انتشار المخدرات في العراق، وعن عدد المدمنين فيه على وجه الدقة واليقين . فضلاً عن البرامج المعدة من قبل الدولة ودوائرها المختصة لمواجهة هذا الخطر المتنامي.
[img]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى