هل تستعيد سوريا كرامتها يوم الجمعة؟

تقرير: عبير صراص – إذاعة هولندا العالمية / ربما تكون سوريا آخر مكان في العالم العربي يتوقع فيه المراقبون أن تبدأ فيها التظاهرات الشبابية ضد النظام الحاكم, بسبب القبضة الأمنية القوية للنظام. لكن التحركات التي يشهدها الشارع السوري هذا الأسبوع قد تشير إلى انفجار ثورة ضد حزب البعث الحاكم الذي يحكم البلاد من عام 1963، وزعيمه الحالي بشار الأسد الذي خلف والده منذ عام 2000. فقد خرج آلاف المتظاهرين في شتى المدن السورية بعد صلاة الجمعة في ما اسماه ناشطون باحتجاجات جمعة الكرامة السورية. في المسجد الأموي في العاصمة دمشق انطلقت اليوم أصوات المصلين الشباب هاتفين "حرية .. حرية".

"بضعة آلاف من المتظاهرين ليس بالعدد الكبير مقارنة بالثورات التونسية والمصرية" يقول فداء السيد الناطق الإعلامي باسم صفحة الثورة السورية على موقع الفيسبوك. "لكنها أشبه بمعجزة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التاريخ القمعي لأي أشكال التظاهر في سوريا منذ أربعين عاما". و "أن يخرج هذا العدد من الشباب في هذا الوقت بعد أن قال العالم إن الشعب السوري تعود على الذل, فإنني اعتبر ما حققناه هذا الأسبوع معجزة".

انطلقت التظاهرات الصغيرة يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 15 آذار من بعض الحواري الشعبية لكنها سرعان ما انتشرت إلى ساحات المدن الرئيسية وفقا لموقع الثورة السورية. وكان ناشطون قد دعوا لتنظيم احتجاجات جديدة اليوم الجمعة تحت شعار جمعة الكرامة السورية. في مدينة درعا على الحدود الأردنية تجمهر اليوم آلاف المحتجين اليوم بعد صلاة الجمعة, وتكرر المشهد في مدن أخرى منها حمص، حلب، بايناس ودمشق.

► أطفال
حتى الآن قامت السلطات السورية وقوات الأمن باللباس المدني باعتقال عدد من المحتجين، لكن الناطق باسم الثورة الإلكترونية قال لإذاعتنا أن لديه معلومات مسربة من الأمن السوري تؤكد أن السلطات تتهيأ لضرب المحتجين ضربة قاتلة ومحاصرتهم. يقول السيد إن أطفالا اعتقلوا في مدينة درعا السورية لكتابة شعارات الثورة التي يرونها يوميا على شاشات التلفاز "الشعب يريد إسقاط النظام". كما تناقلت المواقع وصفحات الثوار اليوم أخبار عن عزم النظام السوري قطع الاتصالات بالهواتف وتعطيل شبكة الانترنت إذا خرجت الاحتجاجات عن سيطرة قوات الأمن.

► مسلسل
وفقا لشهود عيان سوريين فإن محتجين مناصرين للنظام تجمهروا اليوم أيضا أمام المسجد الأموي وهتفوا بحياة الرئيس بشار الأسد. يقول الناطق باسم صفحة الثورة أن خروج مناصري النظام كان أمرا متوقعا بالنسبة للمحتجين. "مناصرو الأنظمة خرجوا أيضا في تونس ومصر وليبيا واليمن. وها هو المسلسل يعيد نفسه في سوريا". يعترف السيد بأنه وفي الأوضاع الحالية لا يتوقع أن يخرج السوريون بأعداد هائلة للشارع لكنه يعبر عن رضائه لخروج الآلاف من الشباب حتى الآن ويعتبر ذلك بداية متواضعة لثورة سورية قادمة.
"الناس تشجعت ورأت أن تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين ليسوا أفضل من سوريا. نحن السوريين قمعنا وحرمنا اكثر من أي شعب آخر وحان الوقت للخروج". وكما هو الحال في البلدان العربية الأخرى فإن هنالك أيضا محاولات لما يسميه السيد بـ " ثقافة لتطفيش المحتجين وتلطيخهم بتهم الخيانة والتبعية ومناصرة جهة أو أخرى".

►ائتلاف
يدير الناطق الإعلامي المتواجد خارج سوريا مع زملاء صفحة خاصة تحمل اسم الثورة السورية 2011 والتي انضم إليها أكثر من 49,000 مستخدم حتى الآن. يقول السيد "نحن لسنا صفحة واحدة وإنما ائتلاف عدد من صفحات الفيسبوك الذي تجمع وشكل معا ائتلاف صفحات الغضب السوري". ووفقا للناشط على الشبكة الالكترونية فإن المحتجين في سوريا قاموا بتنظيم أنفسهم عن طريق إنشاء لجان إعلامية ولجان لكتابة البيانات ومتابعة التطورات على الأرض".
حتى الآن تمكنت صفحة الثورة السورية في نقل الصورة الداخلية عما يجري في سوريا عن طريق تحديثات وأشرطة فيديو مصورة بهواتف المحتجين النقالة.

في القائمة التالية بعض الأشرطة الميدانية التي وردت اليوم