هــل نـحـن صــادقـون ؟ هــل نـحـن أوفـيـاء ؟ هـل نـمـلـك الـشـجـاعـة والـجـرأة ؟

الإثنين يناير 16, 2012 8:35 pm

هــل نــحــن صــادقون ؟ هل نــحــن أوفيــاء ؟ هل نمـلك الشـجاعـة ؟ هــل نمتلك الجرأة ؟

الصدق سيد الاخلاق ,
لانه يعتمد على اهم امور الحياة الراقية ولذلك نقول ويقولون " علم ابنك
الصدق , والصدق يعلمه كل فضيلة " ويوافق ذلك حديث نبوي في هذا المعنى ,
خلاصته ان رجلاً اتى النبي "ص" واسلم ثم قال " يارسول الله انما اؤخذ من
الذنوب بما ظهر , وانا استتر بخلال اربع : الزنا , والسرقة , وشرب الخمر ,
والكذب , فأيهن احببت تركتها سراً " فقال النبي "ص" "دع الكذب " . فلما ذهب
الرجهل من عنده هم بالزنا , فقال " يسألني رسول الله , فأن جحدت نقضت ما
جعلت له , وان اقررت حددت فلم يزن , ثم هم بالسرقة , ثم بشرب الخمر , ففكر
في مثل ذلك فرجع الى النبي "ص", فقال : "يا رسوال الله قد تركتهن جميعاً " .
فلنذكر بالاخلاق
التي تدخل في باب الصدق , واهمها الشجاعة في الحق , والاعتراف بالخطأ ,
والأمانة , والوفاء , والشعور بالواجب , والتعويل على الحقيقة , والمبادرة
الى العمل . والتي يفتقر مجتمعنا الى اغلب هذه الفضائل لذلك سافصلها بأيجاز
.

الشجاعة في الحق " الشجاعة الادبية "

وهي الجرأة في
الرأي , والصراحة في القول , اي ان يبدي الانسان رأيه بلا خوف ولا حذر .
فهل هذا الخلق الشائع بيننا ام نحن في حاجة اليه ؟ لايختلف اثنان في اننا
من أجبن الامم في ابداء الرأي . من منا اذا سُئل عن رأيه في موضوع اجاب
بصراحة , ولم يراع خاطر سامعه ؟ حتى في المسائل العامة التي تنشر في الصحف ,
فأنك لا تقرأ فيها رأيا لاتتنسم منه رائحة المسايرة او المجاملة . واغرب
من ذلك انك تجد لبعضهم رأيين متناقضين في مسألة واحدة , قالهما في حالين
مختلفين راعى فيها مصلحته .
ويتناول هذا الوجه من الشجاعه في الحق
"الشجاعة الادبية " نشر النصح والارشاد في العامة . ويدخل فيه بث المبادىء
الصحيحة والاراء الصائبة , ولو خالف ما يقوله الناس اجمعهم . وهو من
مقتضيات المدنية الحديثة التي صار للعامة فيها صوت مسموع .
ونشر النصح فيهم يقوم اكثره بالصحف
والمجلات أو بالانترنت بمختلف اساليبه . والاخلاص في أرشاد العامة افضل
امثلة الشجاعة لانه يغني عن غيره , وقادة الافكار اذا اخلصوا النصح للأمة ,
وعرفوها بحقوقها وواجباتها , كفوها مؤونة الخلاف بينها وبين حكامها . فهل
قادة الافكار عندنا عاملون بهذه الفضيلة ؟ مَن من اصحابك اذا سألته عن رأيه
في مسأله هامة تثق بأنه يخلصك النصح بلا مراعاة او مجاملة ؟ ألا ترى
الاكثرين يتهيبون من ابداء ارائهم لئلا يكون في ما يسيء لك او ما يزعجك
فيتنصلون منها ويهربون . وقد يقولون عكس ما يعتقدون ارضاء لكَ , لان من
الاداب الاجتماعية الشرقية ان نرضي جليسنا بأية وسيله كانت ! ولو علقنا
لكان في ابداء نصحنا له ارضاء نافع لأننا اذا كان اعتقادنا فيه يسيء له ,
والتصريح بفكرنا يغضبه , فعذراً اننا اردنا اخلاص النصح , وقد يتحول هذا
الغضب الى رضى وشكر .
وفي كل حال فالصادق يجب عليه ان يبدي
رأيه بصراحة واخلاص . والا فقد كذب لا عن رغبة في الكذب او طمعاً في كسب
معين , وانما خجل , لئلا يسيء لمخاطبه .

الاعتراف بالخطأ

الاعتراف بالخطأ من
اكبر دلائل الارتقاء , وهو لايصدر الا عن نفس كبيرة وخلق قوي لان "
الاعتراف بالخطأ صواب , والاقرار بالعجز قوة " وهل اصغر نفسا ممن يعرف خطأه
ويحاول كتمانه بالمكابرة , انه يكذب على نفسه . ويخدع اصحابه . ويحاول ان
يشارك الله سبحانه وتعالى في العصمة من الخطأ .
لذلك نرى الامم
الراقية تبث هذه الروح في نشأتها من طفولتهم برواية القصص التي تمجد هذه
الفضيلة . وربما كان الانكليز من اكثر الامم سعيا في هذا الطريق . وتلك
كتبهم المدرسية ممتلئة بهذه القصص . فضلاً عما يتناقله حكماؤهم من الاقوال
المأثورة في هذا المعنى . (( بحثت في هذا الموضوع وهذا ما استنتجته ))
فأذا اقتدينا بهم ,
وبثثنا هذه الروح في اطفالنا , وشجعناهم على الاعتراف بالخطأ الذي يصدر
منهم . شَبوا وتربوا عليه وهان على احدهم اذا انتقد صاحبة عملا من اعماله
او خلقا من اخلاقه ان ينظر في انتقاده بعين الاخلاص , فأذا رأى الحق من
جانبه وافقه وشكره عمله واجتهد في اصلاحه , ولايأتي الاصلاح من غير هذا
الطريق . والشاب الذي يهون عليه الاعتراف بخطأه أبشره بمستقبل مجيد وأما
المكابر المغرور فالأمل بأصلاحه بعيد .

الامانة والوفاء

لا حاجة بنا الى
بيان فضيلة الامانة والاستقامة وصدق المعاملة او وفاء الحقوق . فأنها من
ابسط مظاهر الصدق وهي بديهيه شائعه . وانما نوجه الانظار الى خطأ نحن في
حاجه الى اصلاحه , نعني " الاخلاف بالوعد " فأنها عادة شائعه كأنها طبيعة
فينا ويعدها الاجانب من الغرائز الشرقية . دعنا من المماطلة في دفع ما
علينا من الحقوق المدنية او التجارية , فأن القضاء يعلمنا القيام بها برغم
ارادتنا . وانما نوجه التفات القارىء الى الاخلاف بالحقوق الادبية من وعد
بزيارة او مقابلة . وهو عنوان الاخلاف ,, لان الرجل الذي يهون عليه ان يعدك
بزيارة وهو ينوي الاخلاف بوعده , ينبغي لك ان تتجنب معاملته , لان يخلف كل
وعد , ولو اقسمَ لك له ان فاعل فأنة يحنث باليمين ويكذب على نفسه , فكيف
عليك ؟
أليس من الاخلاق
الضعيفة ان يعدك صديقك بعمل يؤديه في وقت معين ويؤكد لك ذلك وهو لاينوي
القيام بوعده مع علمه انك في انتظاره على احر من الجمر ؟ - الا اذا كان
تخلفه عن اضطرار . واذن وجب عليه ان ينبئك بما حال دون وفائه , ولكننا لا
نفعل هذا ولا ذاك . نعد الوعد ونحن لاننوي الوفاء , ولانبالي بمشقة
الانتظار اوالفشل . اننا في حاجة الى اصلاح هذا النقص بالتربية من الصغر في
البيوت ثم في المدارس .
على اننا سائرون في
هذا السبيل من طبيعة العمران لكثرة احتكاكنا بالاجانب من جهة , وغزو الفكر
الغربي لنا من جهة اخرى , الذين يقدسون الوعود , ويدققون في انجازها , وقد
تعود الناس على القيام بوعودهم والتدقيق في الوقت لاضطرارهم الى طاعة تلك
الاوقات والا عاد اهمالهم عليهم بالخسارة , كالمسافر في القطار لايمكنه
التخلف عن وقت سفره الا بضياع الفرصة . هذا عدا ما نستفيد من المدارس
والاسفار في البلاد المتمدنة . ولكننا لانزال في حاجة الى المزيد حتى يصير
ذلك خلقا فينا .

الشعور بالواجب

وهو من امور الوفاء
لكن له شأناً خاصاً, واحب ان ألفت اليه النظر بخاصة , لانه يمس اهم مصالحنا
. ونعني به ان يشعر الانسان بما عليه ويقوم بأدائه دون ان ينبهه احد . وهي
شائعه في العالم المتمدن , يشب عليها ابناؤه من طفولتهم .
ما اجمل ان يعرف
الانسان ما عليه ويقوم به من تلقاء نفسه ! سواء اكان ذلك من حيث المعاملة
التجارية او الحقوق الاجتماعية او حتى الواجبات البيتية وواجبات الشخص تجاه
نفسه . ان هذه الحاسة ضعيفة فينا وهي خلق راق يجب علينا تعوده .
التعويل على الحقيقة "البحث عن الحقيقة البحث عن الداخل وليش الظاهر"
ومن امور الصدق
التعويل على حقائق الامور دون ظواهرها . ونحن اكثر ميلاً الى الظواهر منا
الى الحقائق في اكثر اعمالنا . يعجبنا القول المزخرف وترضينا المجاملة ,
وان كان باطنها عكس ظاهرها . فمن الاجدر ان نقتدي بأقرب الامم الغربية
المتمدنة لنا "سابقا" , واكثرها علاقة بأحوالنا ! أعني الامة الانكليزية ,
فأنها من اكثر امم الارض تعويلا على الحقيقة المحسوسة . وبعدا عن الاوهام .
لو عولنا على الحقائق ونظرنا في اعمالنا الى الجوهر وما يعود منها بالنفع
علينا , ولم ننخدع بزخارف الاقوال لأصبحنا في حال غير حالنا . بيد اننا
فطرنا على التأثر بالظاهر يستفزنا القول ويهيجنا تافه الامر " مثلما حصل من
بعض رواد هذا القسم اتجاه احد مواضيعي وبدأ يتعامل معي كأنني عدوّ له !
وعنوان القسم هو "النقاش الجاد ! " , فنقوم له ونقعد , ولو تدبرناه ونظرنا
فيه لما حرك منا ساكنا .
اعتبر ذلك في كثير
من احوالنا السياسية والاجتماعية وفي سائر اعمالنا اليومية . انا نسمعك
جعجعة ولا نريك طحناً . وهو من الاخلاق الضعيفة التي يجب العدول عنها
بالتربية .

المبادرة الى العمل

التسويف من اقبح ما
تتهم به مجتمعاتنا . وقد ألف الافرنج في هذا الموضوع وحتى كتبوا القصائد .
وهم يستعيرون في تعبيرهم عن ذلك التسويف قولهم " بكرا " اي غداً " عند بحثي
حول هذه النقطة قرأت هذا الامر " . يريدون ان الاشخاص من مجتمعاتنا ليس
هنالك شي اسهل عليه من تأجيل الوعد او تأجيل عمل . ويدخل هذا ويدل على
تراخيه في انجاز ما عليه من عمل او قول وهو من الاخلاق الضارة , فالعاقل من
بادر الى العمل , ولا يؤجل الى الغد ما يقدر ان يفعله اليوم , وهو من ثمار
النشاط والاقدام , ويدخل في باب وموضوع الصدق , لان صاحبه يصدق ويصادق على
اعتقاده .

وبعد
ان اوضحت الكثير من الامور التي وللأسف نفتقد لها او على الاقل يفتقد لها
الكثير منا .. ارجو وبكل صدق ان اكون ساهمت ولو بجزء بسيط في بناء جيل جديد
واعي مثقف ملتزم شجاع صادق .

الجمعة مارس 23, 2012 5:30 am

اى نعم الصدق اهم صفه قلم منا يمتلكها ............اسال الله ان يجعلنا من الصادقين

هــل نـحـن صــادقـون ؟ هــل نـحـن أوفـيـاء ؟ هـل نـمـلـك الـشـجـاعـة والـجـرأة ؟

هــل نـحـن صــادقـون ؟ هــل نـحـن أوفـيـاء ؟ هـل نـمـلـك الـشـجـاعـة والـجـرأة ؟

رد: هــل نـحـن صــادقـون ؟ هــل نـحـن أوفـيـاء ؟ هـل نـمـلـك الـشـجـاعـة والـجـرأة ؟