- المتفائلعضو ذهبي
- عدد المساهمات : 3476
النقاط : 5015
ألقاب اضافية :
كن مستمعا بارعا00
الثلاثاء نوفمبر 22, 2011 3:01 am
لا تقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجودة محتواه.. بل إن حسن الإصغاء يُعد فناً من فنون الحوار، وكم تحدث أناس وهم لا يريدون الذي يحاورهم، بل يريدون الذي يُصغي إليهم كي يبوحوا بما في صدورهم.!
وبراعة الاستماع تكون بـ: الأذن، وطَرْف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه، وعدم الانشغال بتحضير الرد، متحفزاً متوثباً منتظراً تمام حديث صاحبك..!
وتذكر أنك لن تستطيع أن تفهم حقيقة مراد محاورك ما لم تكن راغباً بجدية في الإنصات إلى حديثه.. كما أن معرفتك بحديث المتكلم لا تغنيك عن الاستماع.. وقد روت كتب السيرة أن شاباً قام فتكلم في مجلس عطاء بن أبي رباح؛ فأنصت له كأنه يسمع حديثه لأول مرة، فلما انتهى الشاب وانصرف تعجب الحاضرون من عطاء، فقال: والله إني لأعلم الذي قاله قبل أن يولد..!
من لي بإنسان إذا خاصمته *** وجَهِلت كان الحِــــلم رد جـــــوابه
وتراه يُصغي للحديث بسمعه *** وبقلبــــــه ولعلـــــــــــه أدرى بـــه..!
والإصغاء الجيد أبلغ ما يكون أثره في المقابلة الأولى، وفي اللقاءات العابرة؛ للأثر الطيب لمثل هذه اللقاءات في النفوس؛ ولأن الحوار فيها يكون عاماً لا يستدعي مداخلة في أكثر الأحيان، وفيها يتشكل انطباع كل فرد عن الآخر.. وكم أثنى الناس على حسن حوار فلان مع أنه يطيل الصمت..!
قال بعض الحكماء: "صمتك حتى تُستنطَق، أجمل من نُطقك حتى تسكت"..!
يقول "دايل كارنيجي": "إن أشد الناس جفافاً في الطبع، وغلظة في القول، لا يملك إلا أن يلين، وأن يتأثر إزاء مستمع صبور، عطوف، يلوذ بالصمت إذا أخذ محدثه الغضب"..!
قال أحد حكماء العرب: "إذا جالستَ العلماء فأنصت لهم.. وإذا جالست الجُهَّال فأنصت لهم أيضاً؛ فإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم، وفي إنصاتك للجُهَّال زيادة في الحلم"..!
ونقل ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن بعض الحكماء قوله لابنه: "يا بني.. تعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث، وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول".
ويخطئ بعض الناس بالمبالغة في الإنصات لدرجة عدم الكلام مستشهدين بالحكمة الدارجة "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!"
فلهؤلاء أقول: لولا الكلام لما عرفنا هذه المقولة..!
ولذا ما أدق فهم الجاحظ حين قال: "ليس الصمت كله أفضل من الكلام كله، ولا الكلام كله أفضل من السكوت كله، بل قد علمنا أن عامة الصمت أفضل من عامة الكلام"..!
وليس الخجل من الحديث أمراً محموداً، فقد يكون ذلك الساكت ممن تنقصهم مهارة الحديث أو به علةنفسية كالرُهاب الاجتماعي، أو اضطراب في شخصيته يجعله يتجنب الحديث مع الآخرين.
احرص على معرفة اسم مجالسك وادعه به، وليكن ذلك في أول الحوار، مثل قولك : "هل لي أن أتشرف بمعرفة اسمك الكريم؟" ثم خاطبه به مقروناً بلفظ التقدير الذي يفضله، ويختلف ذلك من مجتمع لآخر، فمنهم من يكون قمة التقدير عنده أن تدعوه بأكبر أبنائه، ومنهم من يفضل مناداته بدرجته العلمية: كأستاذ أو مهندس أو دكتور..
وليكن اسمه جزءاً أساسياً من خاتمة الحوار كقولك: "لقد كانت مناسبة سعيدة أن تعرفنا عليك يا أخ فلان.." فهي كالطابع في نهاية الرسالة لابد منه، ثم إن لاقيته ثانية فابدأه باسمه.
ولا تبالغ في ترديد اسمه بين كل حرفين؛ فإن ذلك مما يمجه الذوق وتبغضه النفس.. وتذكَّر أن كبير السن يبهجه التصاغر أمامه والتقرب إليه، ولذلك كان إبراهيم ينادي آزر بنداء الأبوة مضافاً إليه: "يا أبت".
ومن اللياقة أن تعرفه بالحاضرين، وتعرف الحاضرين باسمه، مما يشعره أنه واحد منهم لا غريباً عنهم.. كما قد يسهل ذلك عليك أن تقرره بحقيقة تريد بيانها، وذلك بإدراج اسمه ضمناً كقولك: "وأظنني والأخ فلان متفقين على هذا الأمر" وكم ابتهج وضيع بذكر اسمه من رفيع، وأنسته البهجة موضوع الحوار وأقبل على ما كان يرفضه قبل حين
وبراعة الاستماع تكون بـ: الأذن، وطَرْف العين، وحضور القلب، وإشراقة الوجه، وعدم الانشغال بتحضير الرد، متحفزاً متوثباً منتظراً تمام حديث صاحبك..!
وتذكر أنك لن تستطيع أن تفهم حقيقة مراد محاورك ما لم تكن راغباً بجدية في الإنصات إلى حديثه.. كما أن معرفتك بحديث المتكلم لا تغنيك عن الاستماع.. وقد روت كتب السيرة أن شاباً قام فتكلم في مجلس عطاء بن أبي رباح؛ فأنصت له كأنه يسمع حديثه لأول مرة، فلما انتهى الشاب وانصرف تعجب الحاضرون من عطاء، فقال: والله إني لأعلم الذي قاله قبل أن يولد..!
من لي بإنسان إذا خاصمته *** وجَهِلت كان الحِــــلم رد جـــــوابه
وتراه يُصغي للحديث بسمعه *** وبقلبــــــه ولعلـــــــــــه أدرى بـــه..!
والإصغاء الجيد أبلغ ما يكون أثره في المقابلة الأولى، وفي اللقاءات العابرة؛ للأثر الطيب لمثل هذه اللقاءات في النفوس؛ ولأن الحوار فيها يكون عاماً لا يستدعي مداخلة في أكثر الأحيان، وفيها يتشكل انطباع كل فرد عن الآخر.. وكم أثنى الناس على حسن حوار فلان مع أنه يطيل الصمت..!
قال بعض الحكماء: "صمتك حتى تُستنطَق، أجمل من نُطقك حتى تسكت"..!
يقول "دايل كارنيجي": "إن أشد الناس جفافاً في الطبع، وغلظة في القول، لا يملك إلا أن يلين، وأن يتأثر إزاء مستمع صبور، عطوف، يلوذ بالصمت إذا أخذ محدثه الغضب"..!
قال أحد حكماء العرب: "إذا جالستَ العلماء فأنصت لهم.. وإذا جالست الجُهَّال فأنصت لهم أيضاً؛ فإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم، وفي إنصاتك للجُهَّال زيادة في الحلم"..!
ونقل ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن بعض الحكماء قوله لابنه: "يا بني.. تعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث، وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول".
ويخطئ بعض الناس بالمبالغة في الإنصات لدرجة عدم الكلام مستشهدين بالحكمة الدارجة "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب!"
فلهؤلاء أقول: لولا الكلام لما عرفنا هذه المقولة..!
ولذا ما أدق فهم الجاحظ حين قال: "ليس الصمت كله أفضل من الكلام كله، ولا الكلام كله أفضل من السكوت كله، بل قد علمنا أن عامة الصمت أفضل من عامة الكلام"..!
وليس الخجل من الحديث أمراً محموداً، فقد يكون ذلك الساكت ممن تنقصهم مهارة الحديث أو به علةنفسية كالرُهاب الاجتماعي، أو اضطراب في شخصيته يجعله يتجنب الحديث مع الآخرين.
احرص على معرفة اسم مجالسك وادعه به، وليكن ذلك في أول الحوار، مثل قولك : "هل لي أن أتشرف بمعرفة اسمك الكريم؟" ثم خاطبه به مقروناً بلفظ التقدير الذي يفضله، ويختلف ذلك من مجتمع لآخر، فمنهم من يكون قمة التقدير عنده أن تدعوه بأكبر أبنائه، ومنهم من يفضل مناداته بدرجته العلمية: كأستاذ أو مهندس أو دكتور..
وليكن اسمه جزءاً أساسياً من خاتمة الحوار كقولك: "لقد كانت مناسبة سعيدة أن تعرفنا عليك يا أخ فلان.." فهي كالطابع في نهاية الرسالة لابد منه، ثم إن لاقيته ثانية فابدأه باسمه.
ولا تبالغ في ترديد اسمه بين كل حرفين؛ فإن ذلك مما يمجه الذوق وتبغضه النفس.. وتذكَّر أن كبير السن يبهجه التصاغر أمامه والتقرب إليه، ولذلك كان إبراهيم ينادي آزر بنداء الأبوة مضافاً إليه: "يا أبت".
ومن اللياقة أن تعرفه بالحاضرين، وتعرف الحاضرين باسمه، مما يشعره أنه واحد منهم لا غريباً عنهم.. كما قد يسهل ذلك عليك أن تقرره بحقيقة تريد بيانها، وذلك بإدراج اسمه ضمناً كقولك: "وأظنني والأخ فلان متفقين على هذا الأمر" وكم ابتهج وضيع بذكر اسمه من رفيع، وأنسته البهجة موضوع الحوار وأقبل على ما كان يرفضه قبل حين
- المملكة الساهريةعضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 230
المزاج : بين الزين والموزين
العمر : 36
تاريخ الميلاد : 26/05/1988
النقاط : 301
العمل : متقاعد في سن المبكر
MMS :
رد: كن مستمعا بارعا00
السبت نوفمبر 26, 2011 3:45 am
بسم الله ماشاء الله عيني عليك باردة اخي المتفائل موضوع راقي
- سالي الروحعضو متميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 649
العمر : 37
تاريخ الميلاد : 25/04/1987
النقاط : 844
العمل : ممنوع
MMS :
رد: كن مستمعا بارعا00
السبت نوفمبر 26, 2011 7:42 pm
- arwaaوسام الإبداع
- الجنس :
عدد المساهمات : 1219
المزاج : لااتحمل عدم فهمي بصورة صحيحة
النقاط : 1688
العمل : مدرسة
MMS :
رد: كن مستمعا بارعا00
السبت نوفمبر 26, 2011 7:47 pm
- مهدي العراقيعضو متميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 977
المزاج : حسب الحالة
النقاط : 1272
MMS :
رد: كن مستمعا بارعا00
السبت نوفمبر 26, 2011 10:08 pm
سلمت يداك موضوع غاية في الروعة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى