افشاء السر

الجمعة سبتمبر 23, 2011 4:32 pm

و في حين شدد الشارع الاقدس على حفظ
السر و عدم الكلام الا عند الضروره، خوف الضرر و خوف الوقوع في الخطاء، و اكد على
ترك الغيبه لانها تنطوى على فضيحه المومن او بهتانه، نجد ان اغلب النساء لايحفظن
لسانهن بل يواصلن الكلام و يتفاخرن بكثرته، و لا يتورعن عن الكلام على الغير بما
فيه و بما ليس فيه. و هذا من اكبر المعائب الاخلاقيه... و يكفينا للتاكد من ذلك
مراقبه النساء في مجالسهن، فبعض حديثهن عن امور الدنيا و زينتها، و اغلبه غيبه و
افتراء على الناس.

و بما ان المرأة عاطفيه فهى لاتقدر
عواقب الامور، فاذا افضى اليها احد بسر، فانها تفشى به الى رفيقتها و توصيها
بكتمانه، و هذه تفشيه بدورها لغيرها بشرط الكتمان، حتى يشيع الامر في كل مكان.

و بما ان المرأة لاتحفظ سرا، فقد
حظرت الحكومات زواج العسكريين من النساء الاجنبيات.

و في هذا الصدد قال الإمام علي (عليه
السلام) من خطبه له يعظ فيها اصحابه:

'و اجعلوا اللسان واحدا. و ليخزن
الرجل لسانه، فان هذا اللسان جموح بصاحبه. و الله ما ارى عبدا يتقى تقوى تنفعه حتى
يخزن لسانه. و ان لسان المومن من وراء قلبه، و ان قلب المنافق من وراء لسانه. لان
المومن اذا اراد ان يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فان كان خيرا ابداه، و ان كان شرا و
اراه. و ان المنافق يتكلم بما اتى على لسانه، لايدرى ما ذاله و ماذا عليه.'

و لقد قال: رسول الله "ص": 'لايستقيم
ايمان عبد حتى يستقيم قلبه. و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه... فمن استطاع منكم
ان يلقى الله تعالى و هو نقى الراحه من دماء المسلمين و اموالهم، سليم اللسان من
اعراضهم، فليفعل'. "نهج البلاغة الخطبه 176"

خيرا كثيرا. فقالت 'و ما يذكر الا
اولوا الالباب'.

فلما مشيت بها قليلا قلت لها: الك
زوج؟ قالت 'يا ايها الذين آمنوا لاتسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسوكم'. فسكت و لم
اكلمها، حتى ادركت بها القافله. فقلت لها: هذه القافله، فمن لك فيها؟ فقالت 'المال
و البنون زينه الحياه الدنيا'. فعلمت ان لها اولادا. فقلت: و ما شانهم في الحج؟
قالت: 'و علامات بالنجم هم يهتدون'. فعملت انهم ادلاء الركب.

فقصدت القباب و العمارات، فقلت: هذه
القباب، فمن لك فيها؟ قالت: 'و اتخذالله ابراهيم خليلا' 'و كلم الله موسى تكليما'
'يا يحيى خذ الكتاب بقوه'. فناديت: يا ابراهيم، يا موسى، يا يحيى. فاذا بشبان كانهم
الاقمار قد اقبلوا. فلما استقر بهم الجلوس، قالت 'ابعثوا احدكم بورقكم هذه الى
المدينه، فلينظر ايها زكى طعاما، فلياتكم برزق منه'. فمضى احدهم فاشترى طعاما
فقدموه بين يدى، فقالت 'كلوا و اشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخاليه'.

فقلت: الان طعامكم على حرام حتى
تخبرونى بامرها. فقالوا: هذه امنا، لها منذ اربعين سنه لم تتكلم الا بالقرآن، مخافه
ان تزل فيسخط عليها الرحمن. فقلت: ' ذلك فضل الله يوتيه من يشاء، و الله ذوالفضل
العظيم'.

الجمعة سبتمبر 23, 2011 5:56 pm

افشاء السر

افشاء السر

رد: افشاء السر