تسونامي الحرائق يعصف بشرق الجزائر.. ونزوح جماعي للسكان

شهدت ولايات الساحل الشرقي بالجزائر نشوب حرائق هائلة وصل عددها إلى 124 حريقا شبت خلال الـ48 ساعة الأخيرة فقط ما جعل وسائل الإعلام الجزائرية تطلق عليها ظاهرة تسونامي الحرائق.

واضطرت عشرات من العائلات في أرياف ولايتي محافظتي بجاية وجيجل على الساحل الشرقي الجزائري، للفرار أمام زحف الحرائق على مساكنها الجبلية، حيث تدفق المئات من المهددين إلى المدن والبلدات، بينما نقل عدد كبير ممن أصيبوا إلى أقسام الاستعجال بالمستشفيات.

وشهدت 24 قرية ريفية في ولاية جيجل نزوحا جماعيا خوفا من الموت، وقال بعضهم إن النيران التهمت منازلهم البسيطة في الجبال بما فيها، وأن ألسنة النيران امتدت إلى القرى بصفة مفاجئة خلال 48 ساعة الماضية ساعدها الريح على الزحف السريع، ماسحةً كل ما في طريقها، وقد التهمت الحرائق المهولة مئات الهكتارات من غابات الفلين والزان وأرز الأطلس بالولايتين.

وكذا غابات الزيتون وبساتين التين واللوز والرمان وغيرها من الأشجار المثمرة التي تنتشر بكثافة في تلك الجبال، وعاش القرويون وضعاً صعباً، إذ احترقت عشرات المساكن، ما أدى إلى ارتفاع الحرارة إلى ما لا يطاق.

ووصف صالح وهو شاب من قرية قريبة من بلدة "الشقفة" التي هرب إليها مع عدد من جيرانه، أن بعض العائلات تركت وراءها كل شيء.

وقال إن المكان جبلي وبعيد عن فرق الإغاثة، وكان البقاء هناك يعني الموت حرقا، بينما تدخلت فرق الإطفاء بوسائل كبيرة، لكن الرياح وسعت رقعة النيران ونقلتها من مكان لآخر، ويشارك في إخماد الحرائق فضلا عن فرق الحماية المدنية متطوعون من سكان القرى المهددة.

وأسفرت الحرائق عن إصابة عدد من الأشخاص بالاختناق بسبب كثافة الدخان حيث تم نقل العديد منهم إلى المستشفيات إضافة إلى احتراق مئات رؤوس الماشية والأبقار.

كما سجلت مصالح الدرك الوطني الجزائرية نقل ثلاثة مواطنين بولاية "سكيكدة" إلى المستشفى بسبب الاختناق واثنين ببلدية "بوخليفة" بولاية بجاية؛ حيث لا يزال هناك حريق ضخم مندلع، بينما أصيب مواطن بحروق خفيفة وأصيب رجال الدفاع المدني بالاختناق من بينهم خمسة في حال خطرة نقلوا إلى المستشفى.