- البغداديةشكر وتقدير من الإدارة
- الجنس :
عدد المساهمات : 1442
العمر : 34
تاريخ الميلاد : 22/08/1990
النقاط : 3633
الكوميديا الساخرة سلطان مهرجان ادنبرة
السبت أغسطس 27, 2011 11:10 pm
سيطرت الكوميديا على عروض المهرجان
ما لفت نظري، وان بعد فترة، هو أن الكوميديا هي المسيطر والسلطان الاكثر حضورا في مهرجان إدنبره لهذا العام.
لم انتبه للامر لولا ملاحظات أحد الزملاء، وتساءلت ما اذا ما كان الفنانون الكوميديون هم بالفعل سادة الموقف في ادنبرة.
تناولت الكتيب الذي يحتوي على جميع عروض المهرجان إدنبرة، فوجدت أن هناك تقريبا عشرة أنواع من العروض من ضمنها مسرحيات نصية عادية واخرى موسيقية، الى جانب فعاليات الرقص والعزف الموسيقي، وغيرها.
كل فصل في الكتيب له لون مختلف، فصفحات الكوميديا لونها بنفسجي، ويصل سمكها نحو ثلاثة أضعاف الالوان الاخرى.
ويبدو ان زميلي محق في ملاحظته، وهو ما جعلني اتساءل: هل يمكن ان تكون الفكاهة الجاذب الاول لاغلبية زوار المهرجان، الذي يقدر عددهم بنحو مليون، وفي هذا لا مفر من القول ان ادنبرة هي بالفعل مدينة الفنانين الكوميديين.
لم أتمكن من حضور فقرات كوميدية، لكنني دخلت محلا تم تحويله خلال المهرجان الى مسرح، وشاهدت مقتطفات من عرض لأحد فناني الكوميديا الشباب الذين جاؤوا للمهجران لاكتساب الخبرة وزيادة المراس.
والمعروف ان احد اهداف مهرجان ادنبره تدريب الفنانين الشباب على كيفية التعامل مع الجمهور وجها لوجه، انه مختبر تجارب للمواهب الشابة.
هذا الفنان الشاب كان مميزا في شكله، اذ تعمد ترتيب شعر بالطريقة الافريقية (أفرو) كما كان رائجا في السبعينيات، يبدو انه اعتقد ان الشعر سيكون هوية تثبت انتماءة لامبراطورية الكوميديا.
بدأ عرضه ببعض النكات التي اخفقت في إضحاك جمهوره، لكنه تشجع مع استمرار ادائه وزادت ثقته بنفسه.
ومع استمرار سرده لنكاته ذكرني هذا الكوميدي ان الجمهور البريطاني يريد من الفنان الكوميدي السخرية من ثلاثة اشياء اكثر شيوعا واضحاكا هي: الدين والجنس والسياسة، وكلما اقتربت النكتة من الخطوط الحمراء في هذه الشؤون زاد اعجاب الجمهور واستيقظ من ملله ولامبالاته.
ومن الموضوعات الثلاثة يظل الجنس في المقام الأول، لكن الفنان الكوميدي البريطاني يغير نبرته عندما يتطرق إليه، حسب مزاج الجمهور.
فإذا كان الجمهور من البالغين اقتربت النكته عند حافات الخطر والممنوع، واذا كان الجمهور مخمورا يعمد الفنان الى الانصياع لجو المرح خوفا على سلامته، لا أكثر.
الموضوع الرابع من تلك المحرمات هو العنصرية.. ما يضحك البريطانيين السخرية من الأجانب، أو من يختلف عنهم ثقافيا أو عرقيا.
الملفت هنا هو صعود نجوم الكوميديا الذين ينتمون الى ثقافات أو أعراق مختلفة، والسبب أنهم ينتمون الى ثقافتين، ثقافة محيطهم البريطاني وثقافة اهلهم الذين قدموا الى بريطانيا من دول وثقافات وعادات اخرى.
هؤلاء في موقع يميزهم عن باقي فناني الكوميديا، لإنهم اقدر على السخرية من البيض ومن السود والالوان الاخرى، ومن المسيحيين والعلمانيين والمسلمين على حد سواء بدون حرج.
من هؤلاء الذين نجحوا في هذا اللون فنانة من أصل إيراني اسمها شابي خورشاندي، حتى انني سمعت فتاة تتحدث مع صديقتها قائلة إنها حضرت عرض شابي ووصفته بانه كان رائعا.
ما يلفت في اداء شابي انها تستند الى مصدر خامس للفكاهة، المتمثل بالعائلة، وعرضها الاخير في المهرجان ركز على طبيعة علاقتها بأخيها.
قليل من التفكير سنلاحظ أن العائلة يمكن ان تكون مصدرا ثريا او برما الاكثر ثراء للحصول على مواقف كوميدية او نكات وما اليه، لو فكرنا قليلا في الوالدة أو الوالد سنجد أن الفكاهة حب مختبئ اشكال او تمثلات أخرى.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى