- سارة3عضو متميز
- عدد المساهمات : 1445
النقاط : 3856
جوائز "كان" تتخطى أزمة السخرية من اليهود
الثلاثاء مايو 24, 2011 5:57 pm
المخرج الدنمركي فجر جدلا بالمهرجان
سخرية المخرج الدنمركي لارس فون تراير صدمت مهرجان كان
كان (جنوب فرنسا) - طارق الشناوي
خيم الموقف المعادي للمخرج الدنمركي "لارس فون تراير" من قبل إدارة المهرجان على الأجواء في "كان"؛ حيث شعر عديد من النقاد والفنانين أن المهرجان الذي يعلي من شأن الحرية يتراجع أمام كلمات أخذت ملمح السخرية أدلى بها "تراير"، ثم أعلن بعد ذلك التراجع والاعتذار لليهودي، الذي قال مستطردًا في محاولة لامتصاص الغضب: "إنه يهودي بالميلاد"؛ حيث إنه كان يعتقد ذلك قبل أن يكبر ويكتشف أن أباه اليهودي ليس أباه الحقيقي، كما أن زوجته يهودية وأن أبناءه بالتبعية يهود.
وعلى الرغم من ذلك، فقد صدر قرار لجنة إدارة المهرجان برئاسة "جيل جاكوب" باعتبار أن المخرج الدانمركي شخصية غير مرغوب في وجودها داخل مهرجان "كان".
إلا أن السؤال الذي تردد وقتها ما هو مصير الفيلم "مانخوليا" أو "كآبة" الذي شارك في المسابقة الرسمية.. هل صار أيضًا فيلمًا غير مرغوب فيه؟.
الأمر هنا كان من الممكن أن ينعكس بالسلب على مصداقية المهرجان في الزمن المقبل وليس فقط هذه الدورة، ما تجاوزته الإدارة عندما قالت إن هذا لا يعني أن يتم إقصاء الفيلم من التسابق على الجوائز، وبالفعل كان الفيلم واحدًا من الأفلام المرشحة للجوائز، ذلك من خلال الترشيحات والأرقام التي تُصاحب عادة أفلام المهرجان في المجلات السينمائية، مثل: "سكرين" و"فاريتي" و"فيلم فرانسيس".
إلا أنه لم يكن هو الفيلم الأقرب للجائزة أو الأوفر حظًا؛ حيث تفوقت عليه بعض الأفلام الأخرى، وعلى رأسها الفيلم الأمريكي الذي حصد السعفة الذهبية "شجرة الحياة" للمخرج "تيرانس ماليك" على سبيل المثال في حدث نادر التكرار؛ حيث تتوافق آراء لجنة التحكيم مع ترشيحات النقاد في المهرجان.
و"ماليك" مخرج مقل جدًا في تقديم الأفلام هذا هو فيلمه الروائي الخامس رغم أنه يقترب من السبعين.. الفيلم بطولة "براد بيت" و"شين بين"، ويقدم رؤية للحياة أقصد "فلسفة الحياة كلها"، أنت في الفيلم لا تتابع عائلة رب الأسرة "براد بيت" يعامل الابن الأكبر بدرجة من الجفاء، ولا يعنينا الإطار الزمني الذي يتحرك فيه الفيلم في الخمسينات من القرن الماضي، لكن هناك تطلع لرؤيته يتعمق في الحياة عبر بدء الخليقة إلى اليوم، تتساءل عن جدواها ومعناها، نشاهد أنفسنا في تلك الرؤية.
المخرج التركي "نوري بيلجي سيلان" حصل مناصفة على الجائزة الكبرى مع الأخوين "داردين لوك" و"جان"، الجائزة الكبرى تلي في الأهمية السعفة الذهبية.
فيلم "نوري" عنوانه "كان يا ما كان في الأناضول" يسخر فيه المخرج من الحياة والموت.. الحياة لا تقهرها تجربة الموت حتى لمن هم الأقرب، والجسد الذي رأيناه تحت الأرض عرضة؛ لكي تأكله الكلاب الضالة يتحول أمام الطبيب الشرعي أثناء التشريح إلى مجرد أجزاء تتناثر الدماء على وجه الطبيب، الذي صاحب الجسد.
وفي رحلة اكتشاف الجريمة وإلقاء القبض على المجرم نتعرف على الشخصيات التي تتواجد داخل دائرة الشرطة، ونقترب من تفاصيل حياتها.. ننتقل عادة من حكايات الشخصيات إلى الحياة التي تستمر على الرغم من كل شيء؛ لأن نداءها أكبر من الموت، هذا المعنى نراه مباشرةً في اللقطة الأخيرة من الفيلم؛ حيث نشاهد المرأة التي فقدت زوجها مع طفلها في طريق عودتهما للمنزل، وعلى البعد كان هناك أطفال يلعبون الكرة تصل إليه يقذفها إليهم مرة أخرى، ويواصل اللحاق بأمه، ما حدث ذات يوم في الأناضول هو ما يحدث دائمًا في حياتنا وعلاقتنا مع الموت!.
أما فيلم الأخوين "داردين"، فإنهما يلتقطان في فيلم "الصبي صاحب الدراجة" حكاية الطفل الذي تركه أبوه وتبنته امرأة تعمل "كوافيرة".. الأب يريد أن يقطع تمامًا الصلة مع الابن، وكأننا لم نكن نرى كيف أن الابن يمارس العنف على الجميع، ويستغله أحد الأشقياء في السرقة بالإكراه ويسرق أب وابنه، ويلقي القبض عليه، ويتسامح الأب ويرفض الابن التسامح مع الجاني، ويعتقد أثناء مطاردته له أنه قد لقي حتفه، وتنتهي الأحداث بنهاية سعيدة، هي أن الطفل لم يقتل ويعود مرة أخرى إلى دراجته.
المخرجان بشفافية خاصة يقدمان لنا معنى التسامح حتى مع تجاوزات الآخرين، بالتأكيد أن كل الجرائم التي شاهدناها تنتهي بالتصالح بين الجاني والضحية، وهى بالتأكيد مبالغات درامية لو أننا حللنا الفيلم ببعده الأول المباشر، لكن في المعنى الكامن، هو يريد ألا نُدين أحدًا الكل مخطئ ومذنب، وفى الوقت نفسه التسامح هو القيمة التي علينا أن نضعها أمامنا حتى تستمر الحياة.
حصدت الممثلة "كريستين دانست" الجائزة عن فيلم "مانخوليا" للمخرج "لارس فون تراير"، وأتصور أن هذه الجائزة تحمل رسالة واضحة، وهى أن اللجنة لم تستبعد الفيلم من الترشيح للجوائز، بعد أن استبعد المهرجان المخرج.
وتبقى جوائز فيلم "درايف" أفضل مخرج للدانمركي "نيكولاس يندينجرفين" المليء بالعنف والدماء، والجائزة أتصورها انحازت لقدرة المخرج على ضبط الإيقاع، ومن الأفلام التي حصلت على جائزة لا تستحقها: "بوليس" للمخرجة الفرنسية "مايوين"، الفيلم يفضح ممارسات الشرطة، لكنه لا يقدم رؤية إبداعية تستحق الجائزة.
جائزة أفضل ممثل للفيلم الفرنسي حصل عليها الفنان "ميشال هازافانيسيوس"، الفيلم كان يستحق جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ويبقى جائزة السيناريو التي كانت من نصيب الفيلم الإسرائيلي "ملاحظة" لجوزيف سيدار، وهو فيلم متواضع فنيًا لا يستحق أي جائزة.
مقال خاص بـmbc.net.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى