الإختراع في الوطن العربي .

الإثنين يونيو 24, 2013 1:27 am

الإختراع في الوطن العربي .

إن الاختراع والإبداع والإبتكار هي من لوازم تقدم وتطور الأمم فمن دونها لا ترتقي وتتقدم الأمم وتقام الحضارات وبالنظر للوطن العربي ككل نجد أن الإختراع والإبتكار نجده نادراً جداً ، وهذا لا يرجع ابداً للعقل ورجاحته بل يعود للمستوى التعليم العملي الذي يفتقده التعليم العربي تماماً .

فنحن نتعلم تعليماً تلقينياً ونظرياً مما ينتج جيلاً غير مدربٍ على مواجهة الحياة العملية فلذلك نحتاج إلى تغييرٍ جذري في أسلوب التعليم وكيفيته والتدريب على الحياة العملية أكثر وأكثر وزيادة من مستوى البحث العلمي الموجود في الوطن العربي .

ولكن أنا لا ألقي كل اللوم على التعليم فيجب أيضاً أن ننمي من المستوى الفكري للمجتمع العربي الذي يفرض التعليم من أجل الشهادة وانحصارهم حول تخصصين وهما الطب والهندسة والتي من وجهة نظرهم تمثل الحياة الكريمة للفرد والإستقرار ولا يؤمنون بالتعدد في التخصص و ميول الطالب إلى ما يحبه لكي يكون قادراً على الإبداع في المجال الذي يريده ويحبه و إذا كان هنالك ميول للطالب لمجال آخر أو نشاط جانبي مثل البرمجة أو التصميم أو الهاردوير ... ألخ وهذه الأمثلة على سبيل المثال وليس للحصر , فإنهم يحاولون منعه أو إبعاده عن هذا النشاط وقتل الموهبة داخل الطالب وكما قال د / أحمد زيل "الاوربيون يدعمون الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل" .

وفي الخارج عندما يفشل الشخص أو الفرد في تنفيذ فكرة أو إنشاءها لا يتوقف بل يعود للرجوع ورؤية الأخطاء الذي وقع فيها وإصلاحها والإكمال في تنفيذها بعكس تماماً ما يكون عليه حال الفرد العربي حيث ييأس من أول مرة يفشل فيها ويترك الفكرة دون منفذ .
وبالأرقام نجد أن محصلة الدول العربية مجتمعة 173 براءة اختراع في عام واحد ، في الوقت الذي تسجل فيه تركيا 367 براءة إختراع في العام الواحد ، أما إسرائيل فوصل رصيدها إلى 1882 اختراعا عن نفس الفترة وهذا بالنسبة للدول النامية .

وبالنسبة للدول المتقدمة والصناعية فقد تقدمت اليابان بفرق جداً كبير 28774 في السنة تليها ألمانيا 18428 ثم فرنسا 6867 .

ومن هذه الإحصائيات نجد أن الوطن العربي نسبة براءات الإختراع فيه قليلة جداً جداً بالنسبة للدول الآخرى ، وأنا لا أعني بذلك أن الغرب واليابان عباقرة ونحن أغبياء لا ابداً لكنهم تعلموا تعليم عملياً يساعد على التعاملات في الحياة العملية وأختاروا ما يحبوا ونتيجة لذلك قامت هذه الإبداعات .

ولا أحصر الدائرة على التعليم ففي الخارج كل ما تحتاجه من الأدوات متاحة لك في كل وقت كالدوائر الكهربائية .. فتوجد لها محلات متخصصة و المواد الكيميائية .. فهنالك أيضاً محلات متخصصة لذلك ... ألخ ، أما في العالم العربي فلا تجد شيئاً من هذا كله .

فيجب علينا أن نبني الجيل الواعي والقادر على المنافسة ، ويحب أن تتوفر الكثير من ورش العمل التي تجمع بين العديد من المبدعين كي يلتقوا وينتجوا أفكارهم إلى منتجات ملموسة وتغيير التعليم تغييراً جذرياً . وهذه وجهة نظري الشخصية ورأيي في النهاية قد تختلف معها وقد تتفق ... شاركنا برأيك ؟؟

إعداد : Mo'az Mohssen