- ثائر رزوقعضو متميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 732
النقاط : 1884
كلمات اكثر من رائعة لغاندي في الصبر والعذاب.
الجمعة فبراير 22, 2013 2:52 am
الصبر والعذاب
«اهيمسا» كلمة سنسكريتية شاعت في أدبيات الجهاد المدني بعد أن استعارها غاندي لطروحاته. الكلمة فلسفية غامضة ترجمت للإنجليزية خطأ بـ«اللاعنف» nonviolence ومنهم اقتبسناها. إنها تعني مزيجا من الصفات يشمل الصبر والمحبة والحقيقة واللاعدوانية.
رأى غاندي أن الرد بالعنف على الظالم والمعتدي لا يغير إيمانه، ولكن تحمل اعتدائه بصبر وجلادة، وإذا أمكن، بمحبة، قد يغير إيمانه واعتقاده. ومن ذلك، حمل المسلمون الهنود الستياغراهي (أتباع فلسفة غاندي) «الصبر» شعارا لهم. في تحمل العذاب حكمة نضالية وسلاح ماض في التأثير على ضمير الإنسان وموقفه.. نرى صورا عملية من ذلك في حياتنا اليومية؛ فعندما ترفض إعطاء الطفل ما يريد، تراه يبكي ويضرب صدره ورأسه، ويمتنع عن الأكل، فلا تملك غير أن تذعن لطلبه في الأخير. تفعل المرأة مثل ذلك.. فعندما يمتنع الزوج عن تلبية ما تريد، تأوي للفراش مريضة بشتى الأعراض السايكوسوماتية، وجع رأس، ومغص معدة، وسخونة، وشتى الآلام.. سرعان ما يكتشف الزوج أن تلبية مطالبها أسلم له وأوفر من تكاليف الأطباء والدواء، وهي لا تقوم بذلك من باب مكر النساء، وإنما تمارس فصلا من فصول الجهاد المدني؛ جهاد الضعفاء ضد الأقوياء.
طبّق غاندي هذا الأسلوب في حملاته السياسية.. من ذلك إضراباته الشهيرة عن الطعام.. كان في ذلك يمارس ما يمارسه الطفل والمرأة للحصول على ما يريد، وعندما تعرضت مظاهراته لمهاجمة الشرطة كان يحث أتباعه على عدم الرد على هراواتهم وضربهم.. على الستياغراهي أن يقف صامدا أمام الشرطي ويبتسم وهو يتلقى ضرباته بجلادة ولا يرد عليها حتى يتدفق الدم من رأسه ويسقط على الأرض مغشيا عليه.
الصبر وتحمل العذاب أسلوب نضالي قديم مارسه الأنبياء والأولياء عبر العصور.. يشير القرآن الكريم لما كانوا يتعرضون له بهذا الوصف البليغ في سورة البروج: «قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذاتِ الوَقُودِ، إذْ هُمْ عليْها قُعُودٌ، وهُمْ على ما يَفْعَلونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهودٌ»، وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم، لصنوف من هذا العذاب، وتحملوه بمثل ذلك من الصبر. روي أن أم جميل، زوجة أبي لهب، دأبت على قذف القاذورات على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين عمد أبو جهل إلى قذفه بالمصارين وأحشاء الخراف التي ذبحت قربانا للأوثان حيثما رآه يؤدي الصلاة، وكلما همّ الصحابة بامتشاق سيوفهم للرد على أبي جهل، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمنعهم من ذلك، وأشار لهم إلى ما تعرض له أحد الأنبياء من الضرب المدمي وهو يتحمل ما يتلقاه بالصبر.. «إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ».
ربما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بذلك إلى المسيح عليه السلام الذي أعطى خير مثال على تحمل العذاب بالصبر، واحتذى به النصارى في تلك المشاهد المريعة في حلبات مواجهة السباع في عهد الرومان حتى أصبح العذاب سنة من التقاليد المسيحية خلدت في روائع من الرسوم والموسيقى.
كثيرا ما يتحول تحمل العذاب إلى سلاح ينخز ضمير المعتدي. وقد أبدع غاندي في تحويله إلى استعراض إعلامي بالغ التأثير مما سأتناوله في مقالة مقبلة.
«اهيمسا» كلمة سنسكريتية شاعت في أدبيات الجهاد المدني بعد أن استعارها غاندي لطروحاته. الكلمة فلسفية غامضة ترجمت للإنجليزية خطأ بـ«اللاعنف» nonviolence ومنهم اقتبسناها. إنها تعني مزيجا من الصفات يشمل الصبر والمحبة والحقيقة واللاعدوانية.
رأى غاندي أن الرد بالعنف على الظالم والمعتدي لا يغير إيمانه، ولكن تحمل اعتدائه بصبر وجلادة، وإذا أمكن، بمحبة، قد يغير إيمانه واعتقاده. ومن ذلك، حمل المسلمون الهنود الستياغراهي (أتباع فلسفة غاندي) «الصبر» شعارا لهم. في تحمل العذاب حكمة نضالية وسلاح ماض في التأثير على ضمير الإنسان وموقفه.. نرى صورا عملية من ذلك في حياتنا اليومية؛ فعندما ترفض إعطاء الطفل ما يريد، تراه يبكي ويضرب صدره ورأسه، ويمتنع عن الأكل، فلا تملك غير أن تذعن لطلبه في الأخير. تفعل المرأة مثل ذلك.. فعندما يمتنع الزوج عن تلبية ما تريد، تأوي للفراش مريضة بشتى الأعراض السايكوسوماتية، وجع رأس، ومغص معدة، وسخونة، وشتى الآلام.. سرعان ما يكتشف الزوج أن تلبية مطالبها أسلم له وأوفر من تكاليف الأطباء والدواء، وهي لا تقوم بذلك من باب مكر النساء، وإنما تمارس فصلا من فصول الجهاد المدني؛ جهاد الضعفاء ضد الأقوياء.
طبّق غاندي هذا الأسلوب في حملاته السياسية.. من ذلك إضراباته الشهيرة عن الطعام.. كان في ذلك يمارس ما يمارسه الطفل والمرأة للحصول على ما يريد، وعندما تعرضت مظاهراته لمهاجمة الشرطة كان يحث أتباعه على عدم الرد على هراواتهم وضربهم.. على الستياغراهي أن يقف صامدا أمام الشرطي ويبتسم وهو يتلقى ضرباته بجلادة ولا يرد عليها حتى يتدفق الدم من رأسه ويسقط على الأرض مغشيا عليه.
الصبر وتحمل العذاب أسلوب نضالي قديم مارسه الأنبياء والأولياء عبر العصور.. يشير القرآن الكريم لما كانوا يتعرضون له بهذا الوصف البليغ في سورة البروج: «قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدُودِ، النَّارِ ذاتِ الوَقُودِ، إذْ هُمْ عليْها قُعُودٌ، وهُمْ على ما يَفْعَلونَ بِالمُؤْمِنِينَ شُهودٌ»، وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم، لصنوف من هذا العذاب، وتحملوه بمثل ذلك من الصبر. روي أن أم جميل، زوجة أبي لهب، دأبت على قذف القاذورات على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين عمد أبو جهل إلى قذفه بالمصارين وأحشاء الخراف التي ذبحت قربانا للأوثان حيثما رآه يؤدي الصلاة، وكلما همّ الصحابة بامتشاق سيوفهم للرد على أبي جهل، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمنعهم من ذلك، وأشار لهم إلى ما تعرض له أحد الأنبياء من الضرب المدمي وهو يتحمل ما يتلقاه بالصبر.. «إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ».
ربما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بذلك إلى المسيح عليه السلام الذي أعطى خير مثال على تحمل العذاب بالصبر، واحتذى به النصارى في تلك المشاهد المريعة في حلبات مواجهة السباع في عهد الرومان حتى أصبح العذاب سنة من التقاليد المسيحية خلدت في روائع من الرسوم والموسيقى.
كثيرا ما يتحول تحمل العذاب إلى سلاح ينخز ضمير المعتدي. وقد أبدع غاندي في تحويله إلى استعراض إعلامي بالغ التأثير مما سأتناوله في مقالة مقبلة.
- هيثمعضو ذهبي
- الجنس :
عدد المساهمات : 4077
المزاج : هادئ
العمر : 44
تاريخ الميلاد : 20/03/1980
النقاط : 10880
ألقاب اضافية :
MMS :
رد: كلمات اكثر من رائعة لغاندي في الصبر والعذاب.
الجمعة فبراير 22, 2013 4:12 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى