- ثائر رزوقعضو متميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 732
النقاط : 1884
حتى متى تبقى عقولنا بهذا المفهوم الخاطيء للانسانية؟
الأربعاء أغسطس 22, 2012 8:38 pm
البدون: غير مسموح لهم بالتفوق
جريدة المستقبل العراقي / بغداد 7/8/2012
قرأت تصريحات الشاعرة والأديبة الكويتية سعدية مفرح في أولمبياد لندن, التي عبرت فيها عن دهشتها لقرار وزارة التربية الكويتية بحرمان الطالبات المتفوقات من فئة البدون من المشاركة في احتفالات التخرج, فكانت تصريحاتها أشبه بقنبلة اهتزت لها المحافل التربوية والإنسانية في عواصم العالم المتحضر
كاظم فنجان الحمامي
آخر ما وصل إليه التعامل غير الإنساني في الكويت إن وزارة التربية فقدت خصالها التربوية كلها, عندما منعت الطالبات الكويتيات المتفوقات من فئة (البدون) من المشاركة في الحفل الذي أقامته لكل المتفوقين من كل الجنسيات, فسمحت للهنديات والإيرانيات والباكستانيات والغربيات والشرقيات بالمشاركة, لكنها رفضت السماح لبنات البدون, وحرمتهن من ابسط استحقاقاتهن التربوية والإنسانية. .
تقول الأديبة والشاعرة العربية المتألقة (سعدية مفرح): ((في الثمانينات أعلنت وزارة التربية الكويتية عن اسمي, فكرموني بصفتي الأولى على الكويت في الثانوية العامة مع أني بدون, والآن يحرمون المتفوقين البدون من التكريم في الحفل, الذي أقامته وزارة التربية, لقد كرموا الكويتيين والوافدين العرب, وكرموا الأجانب من كل الأديان والمذاهب, واستثنوا البدون وحدهم دون غيرهم, ولا تعليق)). .
نعم يا سيدتي. كان هذا في ثمانينات القرن الماضي, في الزمن الذي كانت فيه الكويت غير متأثرة بنزعات التمييز العنصرية, وفي الحقبة التي لم تكن فيها منجرفة بعد مع تيارات الفصل الآدمي بين أبناء الجنس البشري, إذ لم تكن الكويت قبل ولادة (صالح الفضالة) ورهطه تفرق بين طالب وآخر, أو بين تلميذ وآخر, وكان التفوق في الامتحانات النهائية هو معيار السبق في تحديد أسماء, الذين يستحقون التكريم من عدمه, بغض النظر عن أصولهم وتبعيتهم وموقفهم المؤقت من التجنيس, وكانت مراسيم الاحتفالات تجري من دون تحسس عنصري أو طائفي أو عرقي, ولم تكن تثير أعصاب المتطرفين والمصابين بالأمراض العرقية, ولم تكن الكويت تفكر حينذاك بوأد الأحلام والآمال, ولم يكن الجهاز المركزي لوأد البدون قد ظهر إلى الوجود بقيادة زعيم الحملات الانتقامية التعسفية الجنرال (صالح الفضالة), فصالح هذا لا يصلح أبدا لمعالجة أوضاع البدون, ويريد أن يحرمهم الآن من التعليم والقراءة والكتابة. .
ففي الوقت الذي تتظاهر فيه الكويت بتوجهاتها العلمية والتربوية, المتمثلة بتبرعاتها السخية لبناء الكليات والجامعات والمعاهد والمدارس في كل بقاع الأرض, نراها تتعمد حرمان أقرب الناس إليها من فرص التعليم والتفوق, فالتجهيل والتهميش, وما لحقها من محاولات جادة لشطب ألقابهم العربية الأصيلة من بطاقاتهم الأمنية, بهدف طمس هوياتهم, هي البرامج العنصرية التي تبناها الجهاز المركزي المكلف بالانتقام منهم, فهل من العدل والإنصاف أن تسمح الكويت لأبناء الوافدين إليها بالالتحاق بمدارسها ومعاهدها وكلياتها, وتمنع في الوقت نفسه أبناء الكويت من فئة البدون من ابسط حقوقهم الإنسانية التي أقرتها الأديان السماوية كلها ؟. .
لم يكن أبناء البدون يشعرون بهذا الفارق الرهيب بينهم وبين بقية زملائهم من حملة الجنسية الكويتية, ولم تكن وزارة التربية الكويتية تتخلى في السابق عن دورها التربوي, وتتجاهل المعاني السامية لكلمة (تربية) بهذه الأساليب العنصرية القميئة, ولم نكن نتخيل أبدا أن التعامل السيئ مع أبناء الجنس البشري يصل إلى هذا المستوى المريع, حتى جاء اليوم الذي وصل فيه الأمر إلى نشر الفكر المعادي للبدون بين تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية ؟, فهل ترضى الأمانة العامة للتربية والتعليم في جامعة الدول العربية بهذه الإجراءات التعسفية ؟. وهل ترضى منظمة اليونسكو بهذه الأساليب العنصرية المتفشية الآن في أروقة الوزارات الخليجية العنصرية ؟, وهل هبط أبناء البدون من كوكب المريخ في دورته الأخيرة حول الشمس حتى تدفعهم بلدوزرات (الفضالة) نحو مسارات الأمية ؟, وهل يرضى الفقهاء ورجال الدين وأصحاب الحل والعقد بهذا الظلم السافر ؟. .
الجواب الأكيد: نعم, فالمواقف الإنسانية والتربوية والتعليمية المزرية مسكوت عنها في البلدان النفطية, التي فتحت أبوابها على مصاريعها للقوى الدولية الغاشمة, ومسكوت عنها في البلدان التي سخرت موانئها ومنافذها الحدودية لفيالق البنتاغون وفلول الناتو, ومسكوت عنها في البلدان التي منحت جنسيتها لمن هب ودب من الرياضيين الفاشلين. ومن حسن حظ البدون إنهم على المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي, وإلا لكانوا اليوم وراء الشمس, ولطاردتهم اللعنات الطائفية حتى قيام الساعة. . .
والله يستر من الجايات
جريدة المستقبل العراقي / بغداد 7/8/2012
قرأت تصريحات الشاعرة والأديبة الكويتية سعدية مفرح في أولمبياد لندن, التي عبرت فيها عن دهشتها لقرار وزارة التربية الكويتية بحرمان الطالبات المتفوقات من فئة البدون من المشاركة في احتفالات التخرج, فكانت تصريحاتها أشبه بقنبلة اهتزت لها المحافل التربوية والإنسانية في عواصم العالم المتحضر
كاظم فنجان الحمامي
آخر ما وصل إليه التعامل غير الإنساني في الكويت إن وزارة التربية فقدت خصالها التربوية كلها, عندما منعت الطالبات الكويتيات المتفوقات من فئة (البدون) من المشاركة في الحفل الذي أقامته لكل المتفوقين من كل الجنسيات, فسمحت للهنديات والإيرانيات والباكستانيات والغربيات والشرقيات بالمشاركة, لكنها رفضت السماح لبنات البدون, وحرمتهن من ابسط استحقاقاتهن التربوية والإنسانية. .
تقول الأديبة والشاعرة العربية المتألقة (سعدية مفرح): ((في الثمانينات أعلنت وزارة التربية الكويتية عن اسمي, فكرموني بصفتي الأولى على الكويت في الثانوية العامة مع أني بدون, والآن يحرمون المتفوقين البدون من التكريم في الحفل, الذي أقامته وزارة التربية, لقد كرموا الكويتيين والوافدين العرب, وكرموا الأجانب من كل الأديان والمذاهب, واستثنوا البدون وحدهم دون غيرهم, ولا تعليق)). .
نعم يا سيدتي. كان هذا في ثمانينات القرن الماضي, في الزمن الذي كانت فيه الكويت غير متأثرة بنزعات التمييز العنصرية, وفي الحقبة التي لم تكن فيها منجرفة بعد مع تيارات الفصل الآدمي بين أبناء الجنس البشري, إذ لم تكن الكويت قبل ولادة (صالح الفضالة) ورهطه تفرق بين طالب وآخر, أو بين تلميذ وآخر, وكان التفوق في الامتحانات النهائية هو معيار السبق في تحديد أسماء, الذين يستحقون التكريم من عدمه, بغض النظر عن أصولهم وتبعيتهم وموقفهم المؤقت من التجنيس, وكانت مراسيم الاحتفالات تجري من دون تحسس عنصري أو طائفي أو عرقي, ولم تكن تثير أعصاب المتطرفين والمصابين بالأمراض العرقية, ولم تكن الكويت تفكر حينذاك بوأد الأحلام والآمال, ولم يكن الجهاز المركزي لوأد البدون قد ظهر إلى الوجود بقيادة زعيم الحملات الانتقامية التعسفية الجنرال (صالح الفضالة), فصالح هذا لا يصلح أبدا لمعالجة أوضاع البدون, ويريد أن يحرمهم الآن من التعليم والقراءة والكتابة. .
ففي الوقت الذي تتظاهر فيه الكويت بتوجهاتها العلمية والتربوية, المتمثلة بتبرعاتها السخية لبناء الكليات والجامعات والمعاهد والمدارس في كل بقاع الأرض, نراها تتعمد حرمان أقرب الناس إليها من فرص التعليم والتفوق, فالتجهيل والتهميش, وما لحقها من محاولات جادة لشطب ألقابهم العربية الأصيلة من بطاقاتهم الأمنية, بهدف طمس هوياتهم, هي البرامج العنصرية التي تبناها الجهاز المركزي المكلف بالانتقام منهم, فهل من العدل والإنصاف أن تسمح الكويت لأبناء الوافدين إليها بالالتحاق بمدارسها ومعاهدها وكلياتها, وتمنع في الوقت نفسه أبناء الكويت من فئة البدون من ابسط حقوقهم الإنسانية التي أقرتها الأديان السماوية كلها ؟. .
لم يكن أبناء البدون يشعرون بهذا الفارق الرهيب بينهم وبين بقية زملائهم من حملة الجنسية الكويتية, ولم تكن وزارة التربية الكويتية تتخلى في السابق عن دورها التربوي, وتتجاهل المعاني السامية لكلمة (تربية) بهذه الأساليب العنصرية القميئة, ولم نكن نتخيل أبدا أن التعامل السيئ مع أبناء الجنس البشري يصل إلى هذا المستوى المريع, حتى جاء اليوم الذي وصل فيه الأمر إلى نشر الفكر المعادي للبدون بين تلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية ؟, فهل ترضى الأمانة العامة للتربية والتعليم في جامعة الدول العربية بهذه الإجراءات التعسفية ؟. وهل ترضى منظمة اليونسكو بهذه الأساليب العنصرية المتفشية الآن في أروقة الوزارات الخليجية العنصرية ؟, وهل هبط أبناء البدون من كوكب المريخ في دورته الأخيرة حول الشمس حتى تدفعهم بلدوزرات (الفضالة) نحو مسارات الأمية ؟, وهل يرضى الفقهاء ورجال الدين وأصحاب الحل والعقد بهذا الظلم السافر ؟. .
الجواب الأكيد: نعم, فالمواقف الإنسانية والتربوية والتعليمية المزرية مسكوت عنها في البلدان النفطية, التي فتحت أبوابها على مصاريعها للقوى الدولية الغاشمة, ومسكوت عنها في البلدان التي سخرت موانئها ومنافذها الحدودية لفيالق البنتاغون وفلول الناتو, ومسكوت عنها في البلدان التي منحت جنسيتها لمن هب ودب من الرياضيين الفاشلين. ومن حسن حظ البدون إنهم على المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي, وإلا لكانوا اليوم وراء الشمس, ولطاردتهم اللعنات الطائفية حتى قيام الساعة. . .
والله يستر من الجايات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى