اهلا وسهلا بك من جديد زائر آخر زيارة لك كانت في مجموع مساهماتك 85 آخر عضو مسجل Amwry فمرحباً به


اذهب الى الأسفل
avatar
مشتاق الحمداني
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10
المزاج : جيد
النقاط : 22
العمل : موظف أداري
MMS : رسالة إلى الأبرياء في سجون الظلام Mms-11

علم العراق رسالة إلى الأبرياء في سجون الظلام

الجمعة مايو 02, 2014 2:38 pm
رسالة إلى الأبرياء في سجون الظلام


أن هذه الرسالة بقيت خالدة في ذاكرتي فقد كتبتها قبل عدة سنين .
 
كان لي صديق في العمل يكبرني في السن وكانت تربطني به علاقة حميمة وكنا نجتمع على حب الله سبحانه وتعالى فقد كان يتسم بالالتزام الديني وكان دائما ما يعينني ويرشدني لطاعة الله سبحانه وقد كان يخبرني عن مدى التزام ولده الوحيد علاء وكيف هو بحالة أيمانية والكثير الكثير عن ذلك مما جعل الشوق في داخلي لرؤية هذا الصبي محبة لما كان عليه من الإيمان لكن ولبعد المسافة فقد كان يسكن في محافظة الحلة وأنا كنت في الناصرية وللظروف الصعبة حينها تركت ذلك إلى تهيأ الفرصة لكن ذات يوم قد تأخر والده عن موعد التحاقه بالدوام وبعد عودته أخبرني بأن ولده علاء قد تم اعتقاله من قبل أزلام حزب البعث المقبور في زمن الهدام وذلك لأنهم قد عثروا على صورة للسيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر قد س في محفظة نقوده وكما تعلمون فأن هذه تعتبر جريمة أكبر من كل الجرائم في زمن الهدام فلم تكن هناك حرية لكي يمارس الفرد حقه بالالتزام بدينه بل كل ما كان المرء ملتزما بدينه كان له العداء أكبر من قبل الحكومة في وقتها والعكس صحيح أيضا وعندها أطرقت برأسي وقلت لا حول ولا قوة آلا بالله ففي مثل هذه الحالات لا يستطيع أحد أن يتدخل مهما كان موقعه في العراق وكانت الحصرة تملئ قلبي وبعد عدة أيام وبعد أن أستقر علاء في أحد سجون الهدام كانت زيارته محظورة كتبت له هذه الرسالة مع الكثير من التحفظ وإخفاء لما هو حساس منها خوفا أن تقع بيد أحد المفسدين ومثل ما يقولون تزيد الطين بله :
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
حضرت الأخ علاء المحترم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على محمد المصطفى واله الطيبين الكرام القادة العظام
 
لم تكن بيني وبينك علاقة شكلية ولكن هناك أقوى وأشد من هذه العلاقات التي أسميتها شكلية لأنها لم تكن مبنية على أسس صحيحة فالذي يجمع بيننا الرابط المتين فهو الدين والمذهب و لا تنسى أننا نقصد محبوب واحد لا غيره و لا يوجد غيره يستحق الحب ذلك الحب الذي فيه سعادة الدارين الدنيا والآخرة فيه أتزان الإنسان وسلوك طريق الأمان الذي يوصله إلى الفوز برضا الرحمن والذي فيه تأتلف القلوب بالشوق إلى المحبوب وهو الباري سبحانه وتعالى ولا أعتقد أن هناك أوثق وأشد من هذا الرابط القوي .
 
 
أن والدك قد أخبرني عن مدى التزامك وحسن تصرفك وأخبرني الكثير الكثير مما جعل في داخلي الشوق الكبير لرؤيتك والتحدث معك ولكن لم تسير الأمور على ما يرام فتباطأت وسبقني القدر فأخبرني والدك بخبر السجن و زاد تباطئي أكثر ولكن بقى ذلك الشوق يزداد أكثر مما جعلني أكتب لك هذه الرسالة لتكن بادرة خير بيني وبينك .
 
قال رسول الله ( ص) ( الدنيا مزرعة الآخرة ) .
 
أن الحديث يفسر لنا ماهية الدنيا فكلنا نعلم أن الدنيا دار بلاء والآخرة دار جزاء والدنيا زائلة وكل شيء فيها يفنى ويضمحل وما في الآخرة باقي لا يزول ولا يتغير فكل شيء لاينال بسهوله فمثلا المال لا نحصل عليه ألا بالعمل من أجل تحصيله والكثير من الأمور التي فيها فائدة لا تـأتي آلا بمشقة فكذلك الآخرة فهي أيضا تحتاج إلى من يسعى لها بمخالفة النفس والصبر على البلاء وما دمنا نعرف أن البلاء هو محط اختبار فعلينا أن نواجهه برحابة صدر لا بضجر فأن الطالب الجيد الذي يسعى إلى نتيجة جيدة لا يتضجور من الامتحان ويقف وبكل صلابة للإجابة على الأسئلة مهما كانت عسرة .
ولو نظرنا إلى قصص الأنبياء والأوصياء لأخذنا العبرة منهم فمثلا نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا آلاف التحية السلام فقد مكث في السجن ولم يؤثر ذلك في نفسه بل كان صابرا محتسبا راضيا بما قسم الله له وبعدها أفاء الله عليه بالخير الوفير فأننا قلنا سابقا أن الدنيا ليست بدار جزاء لكن قد تحصل أثار دنيوية كمكافئة للعبد أو غير ذلك , وأئمتنا عليهم السلام لاقوا ما لاقوه من سجون وتعذيب فالإمام الكاظم عليه السلام قضى سنين طويلة في السجن أيضا لكن حمد الله وكان رمزا منيرا وعنوانا للصبر ومثالا" للعابدين وها نحن ننظر لما أعطاهم الباري سبحانه من فضله لما صبروا فهم قادتنا في الدنيا والآخرة ,
وهناك أيضا الكثير من العلماء لاقوا تلك المحنة لكنهم تأسو بالأئمة عليهم السلام وتجاوزوا الاختبار بنجاح .
والذي يمر بك اليوم هو أيضا من ذلك البلاء فما عليك ألا أن تجمع قواك و لا تجعله يؤثر في داخلك وكن صابرا متأسيا" بمن سبقك في هذه المحنه وأني أتوقع لك مستقبلا كبيرا فقد قالوا سلفا
من طلب العلا من غير كد ------ أضاع العمر في طلب المحال
 
فأن كان مقصدنا الآخرة والفوز برضاه سبحانه وتعالى فلا نتأثر بما يفوتنا من هذه الدنيا ونعمل دائما على مواجهة البلاء والاختبار كي نحظى بدرجة جيدة وعندها نفرح كما يفرح الطالب بنجاحه بل الفرحة تكون أكبر وأعم وليس كمثلها شيء لأنها فرحة دائمة والدنيا لا توجد فيها راحة ولا سرور فالإنسان لا يؤمن القدر وهو دائما قلق فالمؤمن حبيس في هذه الدنيا كما قال نبينا (ص) ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فأننا نرى أن الكافر يتنعم بهذه الدنيا لكنه في الآخرة ليس له من شيء
 
الدنيا خير لمن أحسن بهـــــــــــــــا ----- وجزاءه حور عين وزبرج وسلسبيــلا
وهي شرا لمن خاب بهـــــــــــــــــا ----- فمأواه النار التي لا ينجو منها إلا قليلا .
 
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
كل إنسان يبحث عن الراحة والسكينة والطمأنينة مهما كان دينه أو معتقدة فمنهم من يهتم بالمأكل والمشرب ويجد لذته بها لكنه يحس بأن هناك فراغ كبير ومنهم يهتم بمظهره الخارجي وأيضا لا تكتمل سعادته و يجد أن هناك نقص فيها لا يستطيع و لا يعرف كيف يشغله فتارة يبحث عنه بلا جدوى وأخرى ييأس منه مما يضطره إلى تناول أقراص المخدرات وغيرها من الأمور التي يهرب بها عن الواقع الذي يعيشه وهذا يدل على عجزه وأنه لم يسلك الطريق الصحيح لكن الحقيقة واحدة وهي لابد إن يتوفر بالإنسان دين وعقل وضمير كي يصبح متزن وسلوكه عقلاني وهذا ما يوصله إلى الراحة والسعادة والى أعلى درجات الكمال الروحي وفي هذه الحالة ينظر إلى الآخرة بشوق كبير ويهجر الدنيا استعدادا للرحيل للآخرة وعندها يكون سعيدا في الدنيا مهما حل به من بلاء فكلما كان البلاء أشد كانت سعادته أكبر وأزداد شوقه إلى الآخرة .
 
أخي الحمد لله سبحانه وتعالى على كل ما يحل بنا و يحصل لنا فأننا مقصرين مهما كان عملنا تجاه هذه النعم الكبيرة التي لا تعد و لا تحصى .
أني في بعض الأحيان أكاد أن أحسدك على ما أنت عليه ألان فهو أيضا من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده أن يلهمهم الصبر والثبات لينالوا درجات عالية ( أن الله أذا أحب عبده أبتلاه ) ليجزيه على صبره ويزيده شوقا أليه .
لدي أخوة مؤمنين فهم قد اجتمعوا معنا على نفس المحبوب أيضا والذي يربطنا بهم هو الحب الواحد وهم يسألون عنك لأني نقلت لهم أخبارك فأحبوك لوقفتك الشجاعة تجاه البلاء وهم يدعون لك بالخير حتى في صلاتهم وأني وفي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك وقبل أن يصعد الشيخ المنبر طلبت منه أن يدعو لك , فلك حبي واعتزازي وتقديري وأتمنى لك الخير والموفقية وأن تجتاز هذه المرحلة بنجاح وبتوفيق الباري سبحانه وتعالى وهو ولي التوفيق .
أذكر لك هذا الحديث الشريف ليكن خاتمة هذه الرسالة ...
روي في أحد الكتب المعتبرة أنه . جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله أني أحببتك . قال رسول الله (ص) : أذا ابتليت . قال وأحببت علي (ع ) قال( ص) : أذا عادوك الناس . قال : وأحببت الحسن والحسين (ع) . قال (ص) : فأصبر على كثر الفقر والابتلاء .
أعتقد أن مضمون هذا الحديث واضــــــــــــــــــــح .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأكرم واله الطيبين الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل فهو نعمة المولى ونعم النصير .
 
أذا كانت هذه رسالتي إلى الأخ علاء أحد المظلومين في عهد النظام السابق لكن هناك الكثير من الظلومين والسجون مكتظة بهم في وقتنا الحالي العراق الجديد ( الجريح ) العراق الديمقراطي مثل ما يدعون ولا لجريمة ارتكبوها بل لتمسكهم بدينهم وحبهم لوطنهم وهذا ما لا ترضاه أمريكا وأتباعها وبمرأى ومسمع من الجميع وهناك من تتم تصفيته و إعدامه من قبل أحزاب متنفذة وما ذنبهم آلا وإنهم خالفوا المصالح الأمريكية أو يكون ذلك للتقرب منها على حساب هذا الشعب المظلوم فمن يتحمل المسؤولية ومن هو المسؤول غدا أمام الله سبحانه يوم القيامة فقد ضاقت بنا السبل . 
أجدد رسالتي هذه إلى كل الأبرياء في سجون الظالمين وأضم صوتي إلى صوتهم و لا أقول ألا كما قال سماحة السيد مقتدى الصدر دام عزه مخاطبا المؤمنين في مسجد الكوفة المعظم في أحدى صلوات الجمعة المباركة :
(صبرا يا آل ياسر فأن موعدكم الجنة ).
 
                                                                                                مشتاق الحمداني
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى