اهلا وسهلا بك من جديد زائر آخر زيارة لك كانت في مجموع مساهماتك 85 آخر عضو مسجل Amwry فمرحباً به


اذهب الى الأسفل
avatar
سعدالبصري
عضو نشيط
عضو نشيط
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 252
النقاط : 758

يوميات عراقي Empty يوميات عراقي

الخميس أبريل 28, 2011 1:09 am
السلام عليكم ورحمة الله

( الكية ) ذلك الصندوق البشري المتحرك الذي يجوب شوارعنا في كل يوم مرات ومرات ويحمل معه هموم العراقيين كما يحمل ابدانهم فما ان تركب فيها حتى تجد امامك صور لمأساة عراقية منوعة فكل شخص يشكو همه على الذي بجانبه لكي يفرغ عن قلبه المتعب بالاثقال فهي تعتبر بمثابة قناة اعلامية متنقلة ولا يخفى على العراقيين ذلك لكن ما هو الخافي عنهم يا ترى ؟؟ وما هو الجديد في الموضوع ؟؟ فكل ما قرأته آنفا لا يحمل أي جديد !! ولكن الجديد هو انني وفي احد ايام نضالي مع الكية لفت انتباهي شيء ما !! هو ليس بغريب ولكنه عجيب !!! فالصمت خيم على وجوه الجالسين في تلك ( القوطية ) عفوا ( السيارة ) وكالمعتاد مد احد الركاب يده في جيبه ليعطي للسائق اجر النقل وبعد ما اعطى له حقه من الاجر واراد استرجاع الباقي حدثت الكارثة !!!!

نعم ان السائق لا يملك ما يعطي لذلك الراكب المسكين قيمة الباقي من حق الاجرة وبمعنى اخر انه لا يملك ( الخردة ) وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان !!! نعم انها الانتفاظة فما ان سمع الراكب ان السائق لا يملك الباقي حتى انتفخت اوداجه واحمرت عيناه وانقلب لونه وستشاط غضبا على السائق مع العلم ان السائق ليس في نيته سرقة مال الراكب فصاح الراكب لقد وصلت الى نهاية الطريق اعطني حقي ؟؟ فاجاب السائق بكل هدوء ليس هنالك ( خردة ) وهنا بدأ الخطاب القومي فراح الراكب يعد ويصف السائق باوصاف بذيئة بانه سارق ،، حرامي ،، وياكل اموال الناس بالباطل ،، ولا يعطي للناس حقوقهم ،، وانه لا يملك الاخلاق ،، وانه غير قادر على قيادة السيارة بالصورة الصحيحة ،، والا لو كان سائقا حقيقيا لادخر شيء من ( الخردة ) لمثل هذه المواقف و. و . و . و . وهكذا حتى اخر لحضة من نزوله من السيارة والله العالم ماذا فعل في بيته ولكن هل علمتم كم هي قيمة ما تبقى من الاجرة ؟؟؟ نعم انها مأتان وخمسون دينارا فقط !!! أي العملة الاقل في السوق العراقي والتي لا يرضى بها حتى الطفل عندما يشتري من الدكان !!!
نعم هذا هو حال العراقيين يتشاجرون في ما بينهم من اجل ماتان وخمسون دينارا ولا يطالبون بحقوقهم المسروقة عن علم وعمد من الظلمة والحكام المفسدين ولا يدينون الفساد الاداري والمالي المسترشي في دوائر الدولة !!!
يطالبون سائق الكية بالخردة ولا يطالبون سائق البرلمان بالمليارات ففكرت حينها بتامل وقلت سبحان الله ان هذا الراكب المسكين لم يترك المطالبة بحقه من السائق حتى آخر لحظة ولكنه سكت ويسكت وسيسكت هو وملايين العراقيين عن حقوقهم الضائعة في جيوب البرلمانيين السراق !!! لقد وصل هذا الرجل الى نهاية العمر وهو لم يطالب باي دينار من المليارات التي سرقت منه لا قديما ولا حديثا ولكنه اليوم يطالب بالخردة فعلا مسكين فغاية ما يفهم من حياته وثرواته هي ((((((( الخردة )))))))) وعلى مثل هذا الشعب فاليبكي الباكون فلو كنا نطالب بحقوقنا من الحكومة كما نطالب بالخردة من السائق لما احتجنا الى الركوب في هذه ( القوطية ) عفوا ( الكية )
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى